ومن جهته أكد رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان أن المؤتمر يأتي في توقيت الوطن العربي في أمس الحاجة فيه إلى دراسة التحديات والمخاطر التي تواجهه سواء على الصعيد الأمني والعسكري أو السياسي والاقتصادي من أجل التوصل إلى رؤية مستقبلية واقتراح الحلول المناسبة لمواجهة هذه التحديات. ونوه الجروان في كلمته بالجهود التي تبذلها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية من أجل الدفع باتجاه إعادة صياغة أولويات الأمن القومي العربي وما يتطلب صيانته خاصة في ضوء المستجدات التي طرأت على الساحة العربية والتهديدات التي أصبحت تعصف بأكثر من قطر عربي وأهمها ظاهرة الإرهاب. ونوه بدعوة البرلمان مسبقاً بضرورة تحديث مفهوم الأمن القومي العربي وإعادة صياغته بما يصون أمن الأمة العربية ويعزز حصانتها تجاه المحاولات الرامية إلى زرع الفتنة، وتجميع عوامل زعزعة استقرار الدول، والدفع بها للوهن واللجوء للحماية الخارجية. وقال : إن "التصدي لمصادر التهديد لأمن الأمة وتماسكها يكمن في تحديد تلك المخاطر والتهديدات والعمل على مجابهتها بشتى الطرق والوسائل كلٌ حسبَ مجاله ومسؤوليته"، معربًا عن اعتقاده بأن القادة العرب لن يدخروا جهداً في التحرك السريع لوضع إستراتيجية عربية موحدة وفعالة من أجل مواجهة المخاطر والتحديات الراهنة التي تعصف بالأمن القومي العربي، داعيًا كافة مكونات الأمة العربية بلا استثناء للعمل يداً بيد وفي اتجاه واحد نحو مجابهة تلك المخاطر والتحديات. وشدد على أن الأمر بات يتطلب تحركاً سريعاً وشاملاً تعمل فيه كافة مكونات المجتمع العربي، من مؤسسات المجتمع المدني والإعلام وصولاً إلى المواطن العربي للعمل على محاربة ظاهرة الإرهاب وتفعيل آليات الدفاع عن الأمن القومي العربي، كما طالب بضرورة تفعيل الاتفاقيات العربية في المجال القانوني والقضائي خاصة الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب والاتفاقية العربية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وجدد تأييد البرلمان العربي التام لما جاء في قرار مجلس الجامعة العربية في دورته العادية الـ 142 بخصوص صيانة الأمن القومي ومكافحة الجماعات الإرهابية المتطرفة. ودعا إلى صياغة مفهوم جديد للأمن القومي العربي بتحديد أولوياته وكيفية صيانتها عبر خطة عربية واضحة ترتقي إلى مستوى التحديات الكبرى التي تتهدد الأمة العربية. وبدوره أكد رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير محمد شاكر أهمية ضرورة تكثيف الجهود لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه، لافتاً إلى أهمية الموضوعات التي يناقشها المؤتمر والتي تمس قضايا أمنية إقليمية عاجلة ومصيرية خاصة مع تنامي ظاهرة الإرهاب الذي يترعرع في ظل أوضاع أمنية حرجة في المنطقة، بالإضافة إلى الوضع النووي في الشرق الأوسط وبالتحديد البرنامجين النوويين الإسرائيلي والإيراني، داعيًا إلى ضرورة بحث تلك الموضوعات ضمن قضايا منع الانتشار النووي في المنطقة بأسرها. وطالب شاكر في كلمته بوقفة جدية لتقييم الموقف ليس فقط بالنسبة لموضوع استتباب الأمن ومنع الانتشار وإنشاء المنطقة الخالية وإنما مصير العالم العربي ومصير الاستقرار والطمأنينة للشعوب العربي وتخليص العالم من براثن الإرهاب الدولي والأسلحة النووية خاصة في ظل ما يتعرض له من أحداث وتفكك في العديد من دول المنطقة. ويناقش المؤتمر على مدى يومين أوراق عمل حول التحولات والمستجدات التي طرأت على ممارسات وأعمال المنظمات الإرهابية في السنوات الأخيرة، كما يبحث أسباب تصاعد الإرهاب العابر للحدود وأتساع نطاق عملياته العسكرية وتأثيره الخطير على الأمن الإقليمي العربي والأمن الدولي عبر استيلائه الفعلي على أراضي الدول ومحاولة إقامة نظام متكامل عليها يلغي مؤسسات الدولة ويقوض بنى الدولة الحديثة. // انتهى // 16:57 ت م تغريد