×
محافظة المنطقة الشرقية

اقتصادي / بلدية القطيف : 104 ملايين ريال لمشاريع صيانة شوارع ومرافق عامة

صورة الخبر

تناقش المجتمعات تاريخها من خلال الأعمال الدرامية. بدأ المصريون الأمر وتبعهم السوريون ثم الكويتيون. فتجربة تقليب الماضي وعكس النقلات الاجتماعية والسياسية والفكرية التي مرت بها مصر، أطلقها أسامة أنور عكاشة في "ليالي الحلمية" وكررها في أكثر من عمل. طرح السوريون وجهتهم في "أخوة التراب" وأعمال أخرى أقل أهمية. الكويتيون تناولوا المسألة في ثلاثية "ساهر الليل" من الستينات وحتى غزو التسعينات العراقي. تستحق المرحلة تأملا عميقا وأكثر من قراءة، لا سيما أن تفاعلاتها مستمرة والذاكرة ما زالت طرية بكثير من القصص والمواقف والشهود الأحياء، فنقاش الماضي مهم جدا، لكن الأكثر أهمية هو تحديد موقف نقدي منه لا نسخه بتفاصيله، لأننا إن فعلنا فكأننا ننشط ذاكرتنا فقط لا نستعيد حدثا تاريخيا وفارقا. سعوديا، توجد مراحل تاريخية من المهم الوقوف أمامها ونقلها لمن لم يعايشوها، وحتى نصل إلى تلك الخطوة سنحتاج قليلا من الوقت وكثيرا من التجارب المشابهة التي تشجعنا على هذه الخطوة. فالدراما الآن هي الذاكرة التي تفتح الأسئلة وتوجِد عملية إنعاش لوعي المجتمع قبل أن يطوي التاريخ تلك الفصول. ورغم الملاحظات الكثيرة على "ليالي الحلمية" و"أخوة التراب" و"ساهر الليل" إلا أنها حركت مياها راكدة في الأفكار التي من الممكن تجسيدها تلفزيونيا، بالضبط كما تفعل الأعمال التاريخية التي تقدم وجهة نظر وموقفا مما حدث لا أن تعيد إنتاج ما كتبه متتبعو السير. فموقف الكاتب والمخرج وتحليلهما مهم جدا وإلا فما فائدة التجربة، وأظن أن هذه المرحلة قادمة للدراما السعودية. وبلا شك أن مستوى الحرية في التناولات يرتفع من عام لآخر، والأفكار تزيد جرأتها مع الزمن، كما أن هناك نشاطا إنتاجيا مشجعا يعيش محيطا شديد التنافسية، ومهيأ وجاهزا، لكنه في انتظار من يعلق الجرس ويخطو نحو التجربة الأولى، وحينها ستنفتح الدراما السعودية على مناخ خصب وهائل، مليء بالمواضيع والأفكار التي أظن أنها أكثر غنى وتنوعا وقدرة على جذب الجمهور.