×
محافظة المنطقة الشرقية

أمير عسير يرعى معرض “العقار والحلول التمويلية في أبها”

صورة الخبر

افتتح بالأمس بمكة المكرمة، وسيستمر على مدار أربعة أيام، مؤتمر رابطة العالم الإسلامي عن «الإسلام ومحاربة الإرهاب» بمشاركة 100 شخصية من أصحاب الفضيلة والسعادة من كافة أنحاء العالم الإسلامي، وقد أحسنت الرابطة في اختيار توقيت وموضوع المؤتمر خلال هذه الأيام التي تعصف بالعالم الإسلامي أعاصير الفرقة والتشرذم والضعف مما ولد في أحضانه فرقا هجينة تدعي الإسلام وهي تحاربه إرهابا داخليا، وخلق حملة كراهية وتأليبا خارجيا، وجميعه ناتج عن عدم فهم للإسلام السمح الصحيح، وسوء تفسير بعض الدعاة له. جميل ما قاله سماحة أمين عام الرابطة في حواره مع عكاظ عشية المؤتمر، ودعوته لميثاق يشارك في وضعه العلماء ورجال الإعلام للتعريف الصحيح بأحكام الإسلام بعيدا عن الأهواء، وتأصيل صلة الإنسان بربه وإحسان علاقته بالناس والسعي في منفعتهم، وكان مما لفتني في حوار معاليه أن التصدي لثقافة الغلو والانحراف والإرهاب من المسؤوليات الجماعية للأمم، ودعا إلى تعريف الأجيال المسلمة بمبادئ اليسر والتسامح، وبين أن الخلل يكمن في الأخذ بالفتاوى الشاذة المضللة. قبل أن أعلق على كلمة معاليه، سأرفع أمنية إلى أصحاب الفضيلة والسعادة المؤتمرين في الرحاب الطاهرة، وقبلها دعاء إلى المولى سبحانه، أن يوفقهم للخروج بتعريف واضح صريح للإرهاب، هذه المفردة المائعة التي يندرج تحتها الكثير من الأعمال إرهابية وغير إرهابية، ويتعمد إخراج أي معنى إرهابي آخر منها يندرج تحت مفاهيم التأليب والتحريض وبث الكراهية من مسلمين تجاه مسلمين ومن غير مسلمين تجاه مسلمين. لكي يكون التصدي لظاهرة الغلو مسؤولية جماعية يلزمه استئناس أصحاب الفضيلة بأصحاب السعادة، وهذا ما توحي به أدبيات المؤتمر، ليس الإعلام وحده كما ذكر معالي الأمين، بل كل أصحاب الرؤى والآراء المختلفة، هناك مدارس مختلفة في الإسلام، هناك اجتهادات مختلفة، بل هناك اختلاف يجب أن نعترف به أولا ونتعايش معه ثانيا ونقبله كمكون ثقافي ثالثا، الأجدر بنا أن نرعاه حتى لا يتحول لخلاف. هي مسؤولية العلماء الثقاة في كل مدارس الإسلام، والمفكرين الملمين بقضايا الأمة في صنوف المعرفة الأخرى. الخطوة الأولى بظني المتواضع إبعاد أصحاب الفتاوى الشاذة، بل الدعوة لمحاكمتهم بجريمة تشويه الدين الإسلامي خارجيا وتضليل الشباب المسلم داخليا. ليت المؤتمر يدعو الدول الإسلامية لاستصدار قانون مثل هذا يعاقب كل مرتكب لهذه الآثام.