أمران شغلا ذهني وكلاهما يتعلق ببسط العدالة تجاه البت في حقوق الناس.. الأمر الأول غمرني بالسعادة جراء تطوير النظام القضائي بتفعيل تنفيذ أحكام الحقوق المدنية من خلال الربط الإلكتروني بين وزارة العدل ومؤسسة النقد العربي السعودي "ساما" ما يسهم في سرعة تنفيذ أوامر قضاة التنفيذ بالحجز على أموال المدين ويضمن عدم التصرف في الأموال أو إخفائها. ويضاف لما سبق إتمام إجراءات الربط الإلكتروني مع وزارة الداخلية لتنفيذ أوامر المنع من السفر وإيقاف الخدمات الحكومية وهو ما حقق نقلة نوعية كان من ثمراتها استعادة 3 مليارات ريال لأصحابها خلال 4 أشهر ليصبح إجمالي المبالغ المستردة 43 مليار ريال خلال عامين. أما الأمر الثاني فهو من الأمور العدلية المقلقة حتى الآن ففي حين وفر الأمر الأول قدرا جيدا من العدالة فيما يختص بتنفيذ الأحكام القضائية في القضايا الحقوقية والجنائية.. يبرز الجانب الآخر المتعلق بتعطيل تنفيذ الأحكام الإدارية التي تصدر من ديوان المظالم لصالح المواطنين ضد الجهات الحكومية فللأسف هناك عدد من الجهات الحكومية تتعمد المماطلة وتسلك سبل التهرب وترفض تنفيذ الأحكام القضائية التي يصدرها ديوان المظالم ضدها فيتحقق مرادها وكأنها قد أصبحت الخصم والحكم وبالتالي تسهم بسلوكياتها هذه بإحباط المواطنين وفقدان الثقة في تنفيذ أحكام التقاضي لعدم التزام تلك الجهات بتنفيذ الأحكام الصادرة ضدها! تمنيت لو أن هناك جهة تتولى متابعة تنفيذ الأحكام الصادرة من ديوان المظالم ضد الجهات الحكومية ومساءلة مسؤولين يرفضون تنفيذ الأحكام فالقانون فوق الجميع ليعلم أولئك أن المواطن ليس الحلقة الأضعف امام تلك الجهات كما يظنون، كما أن العدالة لا تتحقق إلا عمليا وذلك بتوفر تطبيق الأحكام بقوة النظام والسرعة التي تحفظ حقوق المواطن دون تسويف أو تهرب مسؤول في جهة وضعتها الدولة من أجل خدمة المواطن! لمراسلة الكاتب: yalmaarek@alriyadh.net