×
محافظة المنطقة الشرقية

ريكارد مرشح لتدريب المنتخب المصري !

صورة الخبر

كونه من الموضوعات الطريفة، ويحمل بُعدا تحفيزيا لكل منا فضلت أن أكتب هذا المقال على حلقتين، تصبان في فكرة إنسانية أصيلة، جميعنا في حاجة إليها حين نطمح إلى تحقيق النجاحات في حياتنا، أو حين نتوق إلى أن نكون متميزين بين أقراننا، فنتقدم في المجال الذي يعنينا أمره صوب المحاولة الأولى وحيازة شرفها، حتى وإن حُفت بالمخاطر، الأمر الذي يُكسب الفكرة قوتها وأهميتها لأنها مرتبطة بالرغبة في تحقيق النجاح في مجال ما، وبتأكيد حضور الذات وإبراز مواهبها. العديد من المخترعين الذين أطلقوا أفكارهم الصغيرة آنذاك، الكبيرة في هذا الوقت لم يفعلوا أكثر من المحاولة، ولا أبعد من المغامرة، وهكذا هي الأفكار العظيمة تبدأ بفكرة وقد تنتهي بنسق حياة، السيارة الطائرة، الكهرباء، التكييف، علاج الأمراض المستعصية، وكل الابتكارات التي أصبحت تسير الحياة، وتنظم مجرياتها، وآخرها البرامج الالكترونية التي صارت أساسية نتعاطاها كما نتعاطى الماء بين دقيقة وأخرى، اليوتيوب، الواتس أب، والتويتر، والبريد الالكتروني، وغيرها، وبالمناسبة معظمكم أيها السادة الكرام على علمٍ كافٍ بالكيفية التي تأسست من خلالها هذه البرامج الضخمة، وهي أفكار بسيطة للغاية لم يفعل أصحابها أكثر من أنهم حاولوا وجربوا، ولربما هي أفكار حاضرة في أذهان الملايين ومتداولة بين المئات من البشر، ويبقى الفرق في أن أصحاب المبتكرات والمخترعات أصروا على تلبية حاجتهم لها فنفذوا أفكارهم، أما الآخرون رغم حاجتهم لم يجرؤوا على الأخذ بزمام المبادرة فخسروا شرفها وشرف نجاحها الكبير. في الحلقة الأولى هذه أرى جدوى التركيز على مثال قريب منا جميعا، لم نعد نستغني عنه في تعاملاتنا اليومية، وكأنه صار الجزء الذي لا يتجزأ في يومياتنا في ظل حياة متسارعة كالبرق، وأعني بالتحديد تطبيق الواتس أب، الذي كان نتاج حماس شاب اسمه «جان كوم»، والذي عكس شرف المحاولة مسار حياته جذريا، ويبدو أنه عكس معه مسار تواصلنا الاجتماعي جذريا. في حكاية جان كوم لن نتوقف عند المليارات التي هزّت حسابه البنكي قبل أن نتحدث عن العزيمة والمثابرة، التي لم تكسرها في روحه الظروف القاسية التي عاش فيها، بعد أن ولد في قرية صغيرة خارج كييف، بأوكرانيا، وكان الابن الوحيد لربة بيت ربته في بيت صغير دون ماء ساخن ولا كهرباء ولا هاتف، وقد لجأ في سن الـسادسة عشرة ووالدته إلى الولايات المتحدة الأميركية، وحصل على شقة صغيرة من غرفتي نوم بفضل المساعدات الحكومية، وانتهى به اللجوء إلى أن عملت والدته حاضنة أطفال، بينما عمل هو في التنظيف في إحدى البقالات، وفي الوقت نفسه اهتم كوم بعالم التقنية، وتعلم ذاتيا علم شبكات الكمبيوتر، من خلال استعارة الكتب من متاجر الكتب المستعملة، حتى التحق بجامعة سان خوسيه ستيت، مع العمل مساء حارساً في شركة إرنست ويونغ، إلى أن حصل سنة 1997م على منصب في شركة (ياهو)، وهناك التقى بصديق مغامر وقف معه وسانده، هو (بريان أكتون) الذي عوضه بصداقته فقده لأمه. كل هذه التحولات شكلت محفزا لـ «جان» خاصة حين تقدم هو وصديقه على وظيفة في الفيسبوك ورفضت الشركة توظيفهما، فاشتريا جهاز (آي فون)، وحاولا معا إطلاق تطبيق جديد للدردشة يكون مجانيا من جهة، ويكون أفضل من حيث خدمة الرسائل النصية SMS من جهة ثانية، وكانا يعملان على تطويره في لقاءاتهما المنزلية وأثناء تسكعهما في المقاهي، ليعودا بشرف المحاولة ولتتقدم الشركة التي رفضت توظيفهما، الفيسبوك، بحثا عن اقناعهما بشراء التطبيق بمبلغ وقدره تسعة عشر مليار دولار.. يتبع! *أستاذ الأدب والنقد - كلية الآداب - جامعة الملك فيصل