×
محافظة المنطقة الشرقية

«إينوك» الإماراتية تعين فريقاً للدمج والاستحواذ وتقترب من الحصول على قرض

صورة الخبر

رغم أنه لا يوجد منه سوى نسختين كلتاهما موجودة في مكتبة جامعة متشيجان الأمريكية، إلا أنك لن ترغب في قراءته، لأنها ستكون اللحظة الأخيرة في حياتك.. فـ "ظلال من جدران الموت" يعتبر أخطر كتاب على مر التاريخ، ليس لمحتواه الفكري، ولا لأنه يحمل بين طياته وصفا دقيقا لصناعة قنبلة أو سلاح فتاك، بل لأنه في حد ذاته يقتل كل من يلمسه! لذا تحتفظ به مكتبة متشيجان في مكان خاص للكتب النادرة داخل خزانة من الزجاج محكمة الغلق، وغلفت كل صفحة من صفحاته بغلاف بلاستيكي قوي، وإذا أراد أحد الاطلاع عليه يجب عليه ارتداء القفازات والكمامات لمنع ملامسته للجلد أو استنشاق غباره! هو كتاب يختلف عن كل الكتب، يحتوي بعد عنوانه ومقدمته على 86 صفحة مقاس الواحدة (50x68سم) خال من أي كلمة أو حرف، شبعت صفحاته بعنصر الزرنيخ السام، رغم أن ألوان صفحاته الجذابة والرسومات عليها قد تخدعك وتنسيك ما تحتويه من سم فتاك! قام صاحبه الطبيب (روبرت كيدزي) بجمع ورق جدران من مختلف الأماكن وقصها ووضعها في مائة مجلد وعنونها ثم قام بتوزيعها على أماكن متفرقة لم يعثر إلا على نسختين منها فقط! فبعد أن تخرج في كلية الطب عام 1851م، وتدرب في أماكن مختلفة ترك كل ذلك واتجه هو وزوجته وأبناؤه الثلاثة للعمل كجراح في الحرب الأهلية مع الفرق التابعة لمتشيجان، وبعد ذلك تم القبض عليه وسجن إلى أن تم الإفراج عنه بشروط. وفي عام 1863 عاد إلى متشيجان وعين رئيسا لقسم الكيمياء في كلية الزراعة وترأس "جمعية السموم ومصادر الخطر على الحياة والصحة"، وذلك في عام 1874م، وموقعه هذا أتاح له التعرف على الكثير من المخاطر التي تهدد صحة الإنسان، ومن ضمنها ورق الجدران الذي شاع استخدامه بشكل كبير في تلك الفترة، والمشكلة ليست في الورق نفسه، بل في الصبغة والألوان التي يدخل في تكوينها الزرنيخ، ويمنحها درجة لون جذابة ونعومة أكثر، إضافة إلى رخص ثمنه، ولكن كثرة حالات التسمم والوفاة بسببه لفتت الأنظار وكتب "كيدزي" أول مقاله عنه في افتتاحية تقرير مجلس الصحة عام 1874م، واستشهد في مقاله بعديد من حالات التسمم التي حدثت في ذلك الوقت، وقدرت الجمعية الطبية الأمريكية أن 54-65 في المائة من ورق الجدران المبيع في الولايات المتحدة يحتوي على الزرنيخ، ومن أشهر الشائعات في هذا المجال أن القائد "نابليون" توفي بسبب تسممه بزرنيخ ورق الجدران عندما سجن على جزيرة سانت هيلينا عام 1815م. قد يكون أراد بذلك التحذير من خطورة ورق الجدران، ولكنه أسهم في قتل مزيد من البشر!