×
محافظة القصيم

فيما تغلب الأمل على التقدم بخماسية في لقاء مثير شباب الرائد يدك مرمى الهلالية بسداسية ويتصدّر دوري القصيم

صورة الخبر

الكثيرون قد لا يعرفون أن (المدفع) ما هو إلا اختراع عربي، وكانت خطورته في ذلك الوقت تساوي خطورة القنبلة الذرية اليوم. ومن عجائب الصدف أن ذلك الاختراع كان إبان حصار (غرناطة) وهي آخر معاقل العرب في الأندلس، وكان مخترعه رجلا عبقريا يقال له: (إبراهيم الصانتو)، ومن سوء حظه أنه عاش في عهد (أبي عبد الله الأحمر)، وسبق (للصانتو) ــ وترجمتها بالإسبانية (الولي أو الزاهد) ــ، أقول إن ذلك الرجل سبق له أن انتقد ذلك الحاكم علانية بسبب مجونه واستهتاره، فحقد عليه وأبعده عن مجالسه. غير أن ذلك الولي الزاهد شمر عن أكمامه عندما شاهد الأعداء يحيطون بغرناطة، فجعل ينقب ويبحث ويقدح زناد الفكر إلى أن توصل إلى لون من النار يمكن استعماله في الحرب. وقرأ في كتاب (حسن الرماح) عن البارود فجعل غايته أن يعثر على المواد التي يركب منها فلما توصل إلى ذلك جعل هدفه أن يصنع المدفع الذي يطلق القنابل على العدو، وعندما تيقن من الوصول إلى هدفه كاد يطير من الفرح، لم يبق لديه إلا الدعم المادي والصناعي، وحاول بشتى الوسائل الوصول إلى (أبي عبد الله) لمدة ثلاثة أشهر كاملة دون جدوى. وبعدها أطبق على غرناطة الملكان (فرديناد وأزبيلا)، واحتلاها، وطردا حاكمها منها، وهو الذي قالت له أمه عندما شاهدته يبكي: «ابك مثل النساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال» ولو أن ذلك الحاكم الأحمق سمع كلام (الصانتو) واستفاد من اختراعه لتغير وجه التاريخ. والذين استفادوا من ذلك الاختراع هم المحتلون، عندما ضيقوا الخناق على (الصانتو) ووقفوا على كل أوراقه وتجاربه، وأرغموه على الاستفادة منها، واستطاعوا بواسطته أن يصنعوا (المدفع) الذي غزوا به بعد ذلك العالم كله. وبعدها بسنوات قليلة تعد على الأصابع اكتشف (كلومبس) أمريكا، وفتحت صفحة جديدة من التاريخ كتب سطورها مدفع (الصانتو)، وهو الذي لولاه لما استطاعت إسبانيا احتلال أجزاء كبيرة من الأمريكيتين، ولما استطاعت البرتغال أن تعربد جبروتاً في بحار العالم، ولما استطاعت بريطانيا أن تسيطر على الهند، ولما استطاع محمد علي المدعوم من تركيا العثمانية أن يقضي على الدولة السعودية الأولى. (الدراما) المؤلمة هي: أن الإسبان عندما استفادوا من اختراع (إبراهيم الصانتو) أعدموه، وقد قالت (أزابيلا) بعد ذلك في احتفال كبير: «إن مكسبنا من ذلك الاختراع أعظم من مكسبنا بدخول غرناطة، بل وأعظم من اكتشاف كلومبس للأراضي الجديدة» وهكذا أنتم يا عرب، من قديم الزمان.