×
محافظة المدينة المنورة

اللواء التركي: تنقل الحجاج بين المشاعر هذا العام هو الأمثل مقارنة بالسنوات الماضية

صورة الخبر

ما لم نقر بداية باتساع الهوة بين المواطن والمسؤول فإن سلبيات الخدمات التي تقدمها بعض مرافق الدولة وقطاعاتها آخذة في التزايد والتراكم، طالما بقيت مجرد مرئيات لا تتماهى مع ما يجري على أرض الواقع! وفي المقابل تسهل مسألة رصد الأخطاء، وتتطور عند المواطن حالة الامتعاض والشعور بعدم الرضا إلى حد الإحباط، فاهتزاز الثقة! وإلى ما هو أبعد، ولا يتمناه مخلص، أعني فقدانها! آن الأوان كي يخرج المسؤول من بشت وجلباب ودقلة سموه ومعاليه وسعادته! وأن يتجسد للعيان بين مواطنين يحلمون برؤيته على الطبيعة، بمقدار ما سئموا إطلالاته ونحنحاته عبر القنوات، وصوره الملونة على صفحات الجرائد ومواقع التواصل والمنتديات! آن للأمير والوزير وكل أصحاب السعادة والهناء أن يكسروا حاجز التعالي، وأن يرتفعوا لمستوى هموم المواطن، ولم أقل أن ينزلوا لمستواها! فذاك خطأ شائع متداول، إن بقصد أو بحسن نية! فالسائد أن زيارة وزير أو مسؤول ما لمنطقة ما من الوطن، خاصة الأطراف منه! تمثل الخبر الأسعد الذي يجدد معه المواطن آماله وتفاؤله بنقلة إيجابية ونوعية، تصب في خانة توفير وتحسين وتطوير وتسهيل الخدمات المقدَّمة له، ومتطلبات عيشه وإنتاجيته داخل أسرته ومجتمعه ووطنه! وذاك حلم لا يتحقق بمجرد زيارة يحل فيها المسؤول ضيفاً مبجلاً على منطقة، سبقه إليها جدول لقاءات، يفصل بين كل منها مائدة لا يُسمع فيها لاغية! ولا فرص لأكثر من وضع حجر أساس بموقع، وقص شريط بموقع آخر! ومرور كرام ـ ربما ـ تسنح به ظروف الموكب الرسمي ونظافة الشارع وأمن خط السير المؤدي لبعض المرافق! ناهيك عن حالة استنفار تسبق الزيارة عادة لترتيب المهمل، وستر العيوب! وحالة توتر وترقب مصاحبة لتأمين تغطية إعلامية مُحْكمة! إضافة إلى ضمان خلو مسار الضيف المسؤول من محطات حرجة؛ ما يستدعي تحييد شكاوى منغصة من المتوقع أن تأتي من مواطن يجرؤ على اختراق حواجز التشريفات! وما من زيارة إلا وتحمل معها للمواطن الحدوتة ذاتها التي تشبه في تفاصيلها ما روته لنا جداتنا في طفولتنا لتهيئتنا للنوم! إذ غالباً ما تأتي زيارات حبلى بالوعود والتسويف والطمأنة! ومبشرة بالآتي من المشاريع، وما هو مدرج بالخطط، وما ضمنته الاستراتيجيات، وشيء مما يعكف على دراسته المختصون، وما تبحثه اللجان، وجميعها تحت بند سوف، وتوقيع إن شاء الله! وبتوقيع الضيف على سجل زيارات فخم بقلم فاخر! يسدل الستار على الزيارة، ويبقى هناك مواطن اختزل أحلامه في أمنية أخرى! بأن يتيح له البروتوكول فرصة ملامسة يد المسؤول وتوديعه وشكره على تفضله عليه بـزورة! وحتى تلك الفرصة الأخيرة تبدو مستحيلة، وحسب المواطن تلويح بيده مودِّعا من بعيد.. بعيد.. و الـ مسافر راح!