بداية، نتفق أن العادات الاجتماعية في المناسبات، خاصة الأعياد، ركن أساسي في تأصيل التراحم والعلاقات الاجتماعية التي حثنا عليها الدين الحنيف، كذلك علينا الاعتراف بأن كثيراً من المشاكل الصحية مرتبط أيضاً بعدم قدرتنا على تحوير هذه العادات الاجتماعية إلى سلوك صحي يلعب دوراً في الوقاية من الإصابة بالأمراض الخطيرة التي ذكرناها. الخطورة الصحية تكمن في ممارسة بعض السلوكيات الخاطئة، مثل الاستهلاك العالي من اللحوم الحمراء والدهون الحيوانية، وكذلك الحلويات المختلفة التي تحتوي على زيوت مهدرجة، بجانب الاستهلاك العالي من المشروبات الغازية مع أو بعد كل وجبة، خاصة أن استهلاكها يشمل جميع وجبات الثلاث الرئيسية وما بينهما طوال اليوم.. وجميع هذه الأغذية عالية في محتواها بالمركبات الخطيرة التي تعمل على رفع الكولسترول الضار بالجسم، الذي يتراكم مع الزمن؛ ليسبب أمراض القلب المختلفة، ودورها الآخر في زيادة الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم. كل ذلك زيادة على ما هو مصاب به عدد كبير من أفراد المجتمع بزيادة الوزن والسمنة والأمراض ذات العلاقة بتراكم الشحوم بالجسم، حسب الإحصائيات المتوافرة لانتشار هذه الأمراض في المجتمع. بل تزيد الإشكالية بغياب الأغذية الصحية كالخضار والفاكهة، والحبوب الكاملة مثل الخبز الأسمر ومنتجاته، إضافة إلى عدم توفيرنا وقتاً مخصصاً لممارسة النشاط البدني كالمشي السريع لمدة على الأقل نصف ساعة يومياً. استبدال الأغذية الضارة بالمفيدة ضروري لتغيير السلوك التغذوي إلى سلوك أكثر صحياً، والتقيد بالكميات المحددة التي لا تصل إلى مرحلة الشبع لضمان عدم استهلاك كمية زائدة عن حاجة الجسم، ونحفّز أنفسنا بأنه لا بد أن يكون تواصلنا الاجتماعي صحياً.