×
محافظة المنطقة الشرقية

«البيضاء» ينتظر الخدمات المدفوعة

صورة الخبر

لمعارض الكتاب في الرياض تاريخ طويل وسيرة مناضلة فقد كانت سابقاً تقام بجهود الجامعات في المملكة العربية السعودية وخاصة جامعة الملك سعود، تُنظم في ردهات الجامعة وممراتها، حيث يزدحم المكان بالزائرين ودور النشر، إلى أن جاء التوجيه الكريم من القيادة السعودية بتوحيد هذه الجهود وتسليم مهمة التنظيم والإشراف إلى وزارة التعليم العالي وذلك في عام 2006 ثم إلى وزارة الثقافة والإعلام، بحكم الاختصاص مع بداية عام 2007م، حيث ساهم ذلك في أن تأخذ هذه المعارض منحىً إعلامياً مميزاً في التغطية المتواصلة على المستوى الداخلي والخارجي. وتحرص وزارة الثقافة والإعلام - كما أشارت بذلك في الموقع الالكتروني الرسمي للمعرض- على أن يظهر في كل عام بشكل مميز ويرضي جميع الأطراف بمختلف توجهاتها الفكرية والثقافية، كما تقوم الوزارة أيضاً بتنظيم لقاءات وأمسيات ثقافية على هامش المعرض تساهم في إثرائه مما يحيل الرياض خلال أيامه إلى مدينة ثقافية مشغولة بالكتاب من حيث شؤونه وشجونه ومستجداته .. ويرى كثير من الباحثين الاجتماعيين على أن معرض الرياض الدولي للكتاب وعبر دوراته المتلاحقة أصّل لمفهوم المكتبة المنزلية ورفع كثيرا من مستوى الاهتمام بالكتاب ومتابعة مستجداته واعتباره دائما قنطرة حضارة كما جاء في شعار المعرض في دورته الأخيرة في العام 2014م، كما أنه جاء مؤشّرا كبيرا جدا على إقبالٍ قرائي وشرائي كبير والأجمل فيه أنه إقبال شبابي ملحوظ، وبالعودة إلى تاريخ المعرض وما مر فيه من مراحل فإنه مما لاشك فيه أن لجامعتي الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود دورًا بارزًا وكبيرا جدا في بدايات حضور الكتاب وتفعيله في الرياض سواء من خلال إقامة المعارض المتعاقبة التي انطلقت منذ العام 1977م في جامعة الملك سعود أو حتى المشاركات المبكرة والفاعلة في المعارض العالمية واليوم ومع هذا التفعيل الاجتماعي والثقافي والإعلامي الذي يحظى به معرض الرياض الدولي للكتاب والذي من المقرر أن ينطلق في الرابع من مارس القادم وسط ترقّب واستعداد كبيرين على كافة المستويات الثقافية والاجتماعية والإبداعية، سنحاول تقصّي مراحل التنقل للكتاب من عهدة الجامعات مرورًا بتوحيد الجهود وإسناد عملية التنظيم للتعليم العالي وانتهاء بالإشراف الكامل على المعرض وجدولته زمنيا من قبل وكالة الوزارة للشؤون الثقافية في مدينة الرياض في ساحة المعارض وفي موعد ثابت حدِّد مؤخّرا بأول أربعاء من الشهر الثالث في العام الميلادي - بعد تغيير موعد الإجازة الأسبوعي في المملكة- تتأهب مع كل مارس لاستقبال مايقارب مليوني زائر وبميعات تتجاوز 70 مليونا. المعرض في عهدة الجامعات: عن تاريخ معرض الرياض الدولي وعلاقته بجامعة الملك سعود يقول الدكتور سليمان بن صالح العقلا عميد شؤون المكتبات ورئيس اللجنة التنفيذية للمعرض في دورته الثامنة في العام 2000م :" ترتبط إقامة معارض الكتب الدولية في بلادنا ارتباطًا وثيقًا بجامعة الملك سعود؛ فجامعة الملك سعود هي التي عمّقت مفهوم تنظيم معارض الكتاب في المملكة من خلال تنظيمها لمعارض الرياض الدولية للكتاب. ولقد كان معرض الرياض الدولي الأول للكتاب الذي نظمته الجامعة عام 1397ه أول معرض دولي يقام على مستوى المملكة. ثم استمرت الجامعة في تنظيم معارض الرياض الدولية للكتاب إلى أن وصل عدد المعارض التي نظمتها الجامعة سبعة معارض آخرها تم تنظيمه في عام 1414ه. ولقد اكتسبت معارض الرياض الدولية للكتاب التي نظَّمتها الجامعة شهرة واسعة في المحافل الدولية؛ نظرًا لما تميزت به الجامعة من دقة في التنظيم وجمال وروعة في الأداء والمعاملة وتوفير كافة مستلزمات إقامة مثل هذه المعارض، حتى إن اسم معرض الرياض الدولي للكتاب أصبح متعارفا عليه ومسجلا لدى كثير من الاتحادات والنقابات العربية والدولية التي تنظم معارض الكتاب". وفي المقابل وحين نواصل تقليب تاريخ معرض الرياض الدولي للكتاب في مرحلة الجامعات نقف مع تصريحٍ لصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض -رحمه الله- في حفل افتتاحه للمعرض بجامعة الإمام في 1/5/1999م إذ صرّح حينها: "إنّ دعم الكتاب والعلم والعلماء هو هدفٌ من أهداف الدولة ضمن العديد من الأهداف التي أخذتها على عاتقها للنهوض بهذه البلاد وأبنائها في كافة الميادين وهذه المناسبة الكبيرة في جامعة عريقة تحمل اسم الإمام محمد بن سعود رحمه الله لتدلّ على تلاؤم الهدف والمكان فهذه الجامعة صرح من صروح العلم في بلادنا وهذا المعرض تكريم للعلم". المعرض في شكله الدولي المعاصر: مع إسناد الشأن الثقافي في المملكة لوزارة الثقافة والإعلام في عام 2007م تولّت وكالة الوزارة للشؤون الثقافية الإشراف على المعرض منذ ذلك الوقت من باب الاختصاص.. واستمر في تعاقب دوراته منتقلا من مكانه السابق بساحة المعرض في حي المروج إلى ساحة المعارض على طريق الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهي المجهّزة والمعدّة بشكل كبير من حيث الامكانات والمساحة لاحتضان العدد الأكبر من الكتب من جهة ولاستقبال الزوار طيلة أيام المعرض العشرة من جهةٍ أخرى، وذلك بهدف إخراج المعرض بالشكل المناسب، مع ملاحظة التطوير وتلافي السلبيات والملاحظات مع تعاقب دورات المعرض حتى وصلنا لدورته الثامنة تحت إشراف وزارة الثقافة والإعلام. البرنامج الزمني لمعرض الرياض الدولي 2015م سيفتح المعرض أبوابه من الساعة العاشرة صباحاً وحتى العاشرة مساءً. وفي يوم الجمعة من الساعة الرابعة عصراً الى الساعة العاشرة مساءً، وسيفتتح مساء الأربعاء الرابع من مارس وسيستقبل زواره منذ يوم الخميس: 14 / 5 / 1436 ه الموافق 5 /3/ 2015 م إلى السبت: 23/5/1436 ه الموافق 14/3/2015 م، على أن تخصص أيام الأحد والثلاثاء والخميس لزيارات مدارس البنين، في حين خصصت يومي الاثنين والأربعاء لمدارس البنات وتبدأ زيارة المدارس في العاشرة وتنتهي في الثانية عشرة ظهرا. المعرض بوصفه منصّة ضوء: مما لا شكّ فيه أن معرض الرياض الدولي تجاوز مع مرور الوقت كونه أيامًا يحضر فيها الكتاب إلى تظاهرة ثقافية وموعدًا تضرب لها مواعيد الحضور والإبداع سواء من خلال تزامن الإصدارات معه أو من خلال منصات التوقيع التي يحضر من خلالها المبدع للتفاعل مع قرائه في حالة تتويج متبادل بين المبدعين والمتلقين معا، فضلا عن ارتفاع سقف حرية الكتاب فيه مقارنة بأيام السنة وذلك تماهيا مع نخبوية المهتمين وتلبية لاحتياجاتهم من المقروء.