أعرب الدكتور عبدالله النفيسي المفكر السياسي الكويتي عن تفاؤله بالمؤشرات التابعة لتولي خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم في المملكة . وأشاد النفيسي أثناء استضافته في برنامج حراك الذي يقدمه الاعلامي المعروف عبدالعزيز قاسم من على قناة فور شباب بالتعيينات الوزارية الجديدة في المملكة العربية السعودية والتي استقطبت عدداً من القيادات الشابة وعلى رأسها ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن سلمان، مثنيا على الخطوات التي راعت التيار الاسلامي . وأضاف : إعادة هيبة الدين في المملكة مطلب ملّح أمام أصوات الليبرالية والإلحاد في السعودية، وتعيينات الملك سلمان أعادت الاحترام والاعتبار للتيار الإسلامي داخل المملكة . وكرر المفكر السياسي الكويتي مطالبته بضرورة تكوين تحالف سياسي بين المملكة العربية السعودية وتركيا قائلاً: ناديت منذ زمن بتحالف سعودي تركي، لأن هذا التحالف سيتمكن من إنقاذ المنطقة في مواجهتها أمام التمدد الصفوي، معللاً مطلبه بأن الدول المعاصرة لا تستطيع التحرك وفق أجنداتها الخاصة، بل بالتعايش مع أجندات ومصالح أخرى، وأن السياسي الحذق اليوم هو من يعرف الموازنة بين مصالحه والآخرين، والخاسر من سيعمل وفق مصلحته . وأضاف على ذلك أن تركيا دولة إقليمية كبرى في المنطقة، والاتحاد الأوروبي يسعى لضمها إليه، الصناعة والاقتصاد فيها نامي، وجيشها كبير ، وستكسب المنطقة حليفاً قوياً لصد أي عدوان . وحول ما تردد حول زيارة مرتقبة للملك سلمان بن عبدالعزيز للعاصمة التركية أنقرة، وهي أول زيارة خارجية رسمية لخادم الحرمين الشريفين قال النفيسي معلقاً : منذ سقوط الخلافة العثمانية ونحن نجول خارج الذات، لقد افتقدنا البوصلة والمركز، وهذه الزيارة محاولة لإعادة الروح التي كانت قبل سقوط الخلافة . المشهد الآن يصور لنا معنى الأممية الإسلامية السنية، والسعودية قطب العالم السني، ودولة تركيا ذات حضور تاريخي غني. وتابع في إطار هذه الزيارة التاريخية : بغض النظر عما ستترتب عليه، آن الأوان لتدرك دول المجلس أنه لا يمكن تعطيل العلاقات مع تركيا ذات القيمة الاستراتيجية الكبرى من أجل ملف صغير كملف الإخوان المسلمين، والذي من الممكن حله بالودّ والتعايش معه دون عزل أو اقصاء . وأطلق النفيسي تصريحاً يرد به على من يتهم ثورات الشارع العربي باتباعها ايديولوجيا سياسية معينة قائلاً بأن : الثورات العربية لا تتبع أجندات خارجية، بل جاءت من الداخل ومن أجل إصلاح داخلي ، ومن المبكر جداً الحكم على الربيع العربي ، فقد تطول هذه المرحلة لسنوات ، ولكنها تسير لهدفها المنشود، والعالم العربي في حالة نضج وتحصين تاريخي اليوم، ليس بوسعه أن يتحمل أمثال حكام الديكتاتوريات الذين اقتلعهم الربيع العربي . و عاتب الدكتور النفيسي دول الخليج وتأخرها عن اتخاذ موقف إزاء الأوضاع في اليمن ، وهو الذي حذر في وقت سابق من سقوط صنعاء كرابع مدينة عربية في أحضان إيران والمد الصفوي، وقال : لقد حصل ما كنت أحذر منه ، وعلى دول الخليج أن تعي و تتخذ موقفا من الحوثيين في اليمن كجهة تهدد أمنها ومصلحتها، وليس من أجل مصلحة اليمن. وأضاف بأنه لا يتردد بمطالبة دعم عسكري لليمن وأنه على دول مجلس التعاون الخليجي أن تقدم هذا الدعم لحزب الإصلاح في اليمن الذي لم يسجل إعلامياً حتى الآن أي موقف يسيء لدول الخليج، بالإضافة لكونه يمثل أكبر كتلة في اليمن بإمكانها أن تقف وتصد العدوان الذي يهدد المنطقة. كما أكد النفيسي -في حواره مع الإعلامي عبدالعزيز قاسم في برنامجه الأسبوعي حراك الذي يبث كل جمعة على قناة فور شباب وجاءت حلقته تحت عنوان : سلمان، وشرق أوسط جديد – أن المال الإيراني اشترى قيادات عسكرية في اليمن لتسهيل مهمتها في السيطرة على صنعاء، كما أن هناك دول خليجية أخرى ساندت الحوثي ولعبت دوراً في سقوط صنعاء وحول الحديث عن إيران ومد سيطرتها في المنطقة والمتمثلة بميليشيات الحوثي ، وصف الدكتور النفيسي الحالة اليمنية والهيمنة الحوثية قائلاً : مايحصل في اليمن ثنائية بين الدولة المركزية والميليشية ، بين غالبية الشعب اليمني السني والحوثي الصفوي المعدوم إيرانياً ، ولأن الشيعة يشكلون أقلية ضئيلة في العالم الإسلامي لاتتجاوز 2% فكانوا دوماً ميليشيات يسيرون وراء الميليشية ، مؤكداً أن إيران بميليشياتها تسعى لهدم الدولة المركزية العربية وتفكيكها ولا تستطيع مساندتها ، ويأتي ذلك مقابل رغبة القوى السنية بتوحيد المجتمع وبناء الدولة المركزية.