الحج موسم كبير.. يجتمع فيه ملايين المسلمين من كل أصقاع الدنيا ليبتهلوا إلى الله عز وجل وليشهدوا منافع لهم.. باختلاف أجناسهم وثقافاتهم ولغاتهم وألوانهم.. يجمعهم هدف واحد هو طلب الغفران والقبول من رب العالمين جل في علاه. مثل هذا التجمع البشري الإنساني لا يحدث في أي مكان من العالم، ويرتبط بأداء فريضة أوجبها الله وجعلها الركن الخامس في الدين الذي ارتضاه للبشرية. اليوم تتحرك أفواج الحجاج ضيوف الرحمن.. ميممين تجاه المشاعر المقدسة وقد تعلقت أفئدتهم برب العباد سبحانه وتعالى، وعليهم أن يتجردوا من كل شيء قد يشوش عليهم حجهم أو يقطع عليهم الصفاء الذي ينشدونه في عبادتهم.. عليهم التحلي بالسلوك الإسلامي الحضاري من حسن التعامل مع بعضهم البعض.. الاهتمام بنظافة المكان واللسان والتعامل.. تجنب الافتراش في الطرقات ومضايقة الحجاج.. الالتزام بتعليمات السلامة العامة، وتجنب التدافع والازدحام.. اتباع الإرشادات والنصائح الصحية التي تجنبهم متاعب ضربات الشمس والأمراض والعدوى. الحج عبادة وسلوك.. عبادة يتوجه بها الحجيج ويتضرعون بها إلى الله عز وجل.. وسلوك يحثنا عليه ديننا الحنيف وما علمنا إياه نبينا وحبيبنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وهو فرصة لإبراز الوجه الحضاري والإنساني المشرق في تعاملنا مع بعضنا البعض ومع المرافق والخدمات التي وفرتها الدولة لضيوف الرحمن، وهو فرصة أيضا لكل العاملين في الحج أن يقدموا كل ما يستطيعون وأن يتفانوا في خدمة «ضيوف الله»، كما هو فرصة للتعارف والالتقاء والتواصل في جو روحاني مهيب.