•• حدث أن حاولت ذات مرة التناسل بطريقة إيجابية تتفق وحياة الجحور المغلقة التي أحياها.. غير أن للفئرات وجهة نظر في معايشتها لي كإنسان.. إن عليَّ في البدء أن أتعلم كيف أندس بيسر وهدوء (خلف إذن الإنسان) فلا يسمع ولا يرى وأعود بقطعة خبز لأطفالي.. عليَّ أن أجيد الرؤية في الظلام وعليَّ أن أسرق.. ورفضت بالتأكيد مناسبة هذه القوارض أو معايشتها.. وبالتأكيد هي ترفضني أيضا.. .. ولا أنكر أنني كنت حريصا على قاعدتي السوداء فربما في العتمة يبصر المرء أحيانا أشباح الحقيقة وقد تكون الحقيقة نفسها.. وفي النور الضوء يبهر ويفقد الضد للضد معنى الصراع وحتى أسبابه.. وحتما عندما تنسلخ الأشياء تكون عارية وتبدو متشابهة يفقد المرء السهم والقوس معا.. ويعزف عن مقاتلة نفسه وهنا ينتهي الصراع الشكلي والمتعارف عليه وعلى أية حال لم يكن رفضي لمعايشة هذه القوارض زهداً في غنائمها ولكنه نوع من الجنون وقد يكون نوعا من الحكمة.. فالقوارض إن لم تجد ما تأكله قد تأكلك.