يهدد ما أسماه البعض (الجشع) القطاع النباتي في محافظة الجموم شمالي مكة المكرمة بعد أن عمد ملاك بعض الأراضي الزراعية إلى تحويلها لمخططات سكنية بمشاركة من تجار عقار. ورصدت عدسة (عكاظ) خلال جولة ميدانية انتشار عدد من المخططات في المواقع التي كانت قبل عدة سنوات تعد سلالا غذائية تمون مكة المكرمة وجدة وبقية المحافظات بأجود وأفضل أنواع المزروعات والخضراوات والفاكهة. وحسب مواطنين فإن بعض تجار العقار يستغلون ثغرات قانونية منصوصا عليها في نظام الأراضي الزراعية في وزارة الزراعة التي تتيح تخصيص ما نسبته 10% من مساحة الأرض للسكن، حيث يتم التوسع في ذلك توسعا كبيرا وأصبحت الأراضي الزراعية المحاذية لمجاري السيول هدفا مشروعا تحت بنود قانونية. ويعلق على ذلك الباحث والمختص في تاريخ وادي فاطمة بدر اللحياني أنه منذ أن بدأ النشاط البشري الزراعي بوادي فاطمة وفق الأنظمة الإروائية القديمة (العيون والخيوف) تجنب الناس السكن بالقرب من مجاري السيول وظلوا يسكنون بعيدا عن المجاري خوفا من الفيضانات الموسمية وما تجلبه من دمار. وحدث في القرن الهجري الماضي ثلاثة اجتياحات للسيول دهمت جميع المزارع وما حولها، ولكن الناس سلموا بفضل سكناهم بعيدا عن مجاري السيول وكان أقوى السيول في العام 1378هـ ولم يتم تسجيل أية حالة وفاة وقتذاك. وأضاف اللحياني أنه لاحظ أن السيول تجتاح وادي فاطمة اجتياحا كليا مرة كل 40 عاما وفيضيا كل 20 عاما وهو ما تم ضبطه من خلال التاريخ الشفوي. وأضاف: «إن تحويل الأراضي الزراعية إلى مخططات سكنية يشكل خطرا كبيرا على قاطني المخططات وعلى الغطاء النباتي لأشهر المناطق الزراعية في منطقة مكة المكرمة». مشيرا إلى أنه من الحتمي والواجب متابعة ومراقبة الجهات ذات الاختصاص لضمان وقف التوسع في إقامة المخططات السكنية وإعادة وضع هذه المزارع إلى ما كانت عليه وتشجيع ملاكها على استثمارها زراعيا.