فرض الإنفصاليون في شرق أوكرانيا سيطرتهم على مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية بعد انسحاب القسم الأكبر من القوات الحكومية التي كانت محاصرة فيها. وقال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو ان الانسحاب كان «مخططاً ومنظماً»، مشيراً الى ان» 80 في المئة من القوات انسحبت بآلياتها واسلحتها، واتوقع انسحاب الجزء الباقي». وأشاد بوروشينكو بـ «تنفيذ عناصر القوات مهمات الدفاع عن ديبالتسيفي، وتوضيحهم للعالم الوجه الحقيقي للعصابات والانفصاليين الذين تدعمهم روسيا» (للمزيد). وأعلن القائد العسكري للإنفصاليين في دونيتسك ادوارد باسورين، ان 300 عسكري أوكراني فضلوا البقاء وتسليم اسلحتهم، موضحاً ان قواته خيّرت الجنود بين البقاء في مناطقهم أو العودة الى كييف. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا أول من أمس الجنود الأوكرانيين في ديبالتسيفي الى الاستسلام، ما دفع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الى اعلان ان «هذا التصريح بعيد تماماً عن الروح التي سادت ابرام اتفاق مينسك 2 الاسبوع الماضي، ويكشف النيات الحقيقية لموسكو». لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمل في «عدم توظيف أحداث ديبالتسيفي لنسف اتفاق مينسك»، علماً انه بحث مع نظيره الأميركي جون كيري سبل تنفيذ الاتفاق الذي اكدت كل من برلين وباريس انه «تضرر لكنه لم يفشل». وأُجري مساء امس اتصال هاتفي بين الرئيس الأوكراني بوروشينكو ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا مركل. وناقش لافروف ايضاً مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير تفاقم الوضع في ديبالتسيفي. وأورد بيان أصدرته الخارجية الروسية ان «الطرفين لاحظا انخفاض النشاط القتالي في مناطق الشرق، والتزام جانبي الصراع وقف النار في غالبية المناطق، رغم التدهور الذي شهدته ديبالتسيفي». وكانت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء نقلت عن مسؤولين في «جمهورية دونيتسك» الانفصالية المعلنة من جانب واحد تأكيدهم بدء سحب الانفصاليين المدفعية الثقلية من المناطق الخاضعة لسيطرتهم حيث توقف القتال. في غضون ذلك، دعا الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ روسيا الى «سحب قواتها من أراضي اوكرانيا، والضغط على أنصارها من الانفصاليين لحملهم على التزام تطبيق بنود اتفاق مينسك». واعتبر ان التطورات في ديبالتسيفي «عكست ميل الانفصاليين نحو التصعيد، وعدم التقيد بقرارات مينسك، ما يهدد بنسف الاتفاق». على صعيد آخر، ردت الخارجية الروسية بقوة على قرار كندا توسيع لائحة العقوبات المفروضة على موسكو بسبب أزمة اوكرانيا، وقالت ان «خطوة كندا لن تبقى بلا جواب».