×
محافظة المنطقة الشرقية

مدرجات الجماهير السعودية تلفت الانظار بتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم

صورة الخبر

قال مختصون نفطيون لـ"الاقتصادية"، إن سياسات دول الخليج في التعامل مع أزمة تدهور أسعار النفط تتسم بالمرونة عبر تقديم الخصومات السعرية للفوز بأكبر حصة سوقية في آسيا، مشيرين في هذا الصدد إلى تخفيض أسعار النفط السعودي إلى آسيا عشر مرات خلال الـ 15 شهرا الماضية. وأوضح لـ "الاقتصادية"، بيتر فنش الخبير بوكالة موديز، أن السوق في مرحلة التقلبات لكنه أقرب إلى الارتفاع وتعويض الخسائر السابقة مشيرا إلى أسعار النفط الأمريكي حاليا منخفضة أكثر من تسعة دولارات للبرميل عن عقود برنت وهو أكبر فارق منذ آب (أغسطس) من العام الماضي. واعتبر فنش أن تأثير العوامل السياسية يتزايد على سوق النفط بشكل واضح خلال الفترة الراهنة موضحا أن ارتفاع سعر برنت بوتيرة أسرع يرجع إلى حد كبير إلى عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف فنش أن حالة التنافس الشديد بين المنتجين على الأسواق الآسيوية مازالت مستمرة، موضحا أن روسيا وهى من أكبر منتجي النفط في العالم نجحت في زيادة مبيعات النفط إلي الصين واليابان وكوريا الجنوبية بنسبة 25 في المائة العام الماضي وزادت حصتها من الشحنات إلي 8.7 في المائة خلال 2014. وأشار فنش إلى أن السياسات البيعية في دول الخليج اتسمت بالمرونة في التعامل مع الأسواق المختلفة حيث نجد دول الخليج نجحت أيضا في تقديم العديد من الخصومات السعرية للفوز بأكبر حصة سوقية في آسيا مشيرا إلى أن السعودية خفضت أسعار التصدير إلي آسيا عشر مرات خلال 15 شهرا الماضية. وقال فنش إن تنامي إنتاج النفط الأمريكي هو المتغير الأبرز في ظروف السوق خلال الشهور الأخيرة حيث اقتربت الولايات المتحدة من الاكتفاء الذاتي من النفط وهو ما أدى إلى خسائر حادة لبعض الدول المنتجة من أجل التصدير للأسواق الأمريكية مثل نيجيريا وغيرها، ووفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية حلت آسيا محل الأمريكيتين باعتبارها أكبر منطقة مستهلكة للنفط بالعالم. ومن جهته، أوضح لـ "الاقتصادية"، فالنتين بومينوف المحلل الروسي، أن هناك حالة من تركز الطلب في آسيا والتي تمثل ثلثي الطلب العالمي على النفط وفقا لتقديرات وكالة الطاقة، لافتاً إلى ضرورة تحفيز الطلب في أسواق أخرى من أجل نمو الطلب العالمي بشكل عام والاستعاضة عن الأسواق الأمريكية التي قللت كثيرا من وارداتها من النفط بأسواق أخرى خاصة في شرق أوروبا وأمريكا اللاتينية. وشدد بومينوف على ضرورة إجراء الإصلاحات المالية والاقتصادية في دول الاستهلاك ودفع عجلة النمو بها وتأمين إمدادات الطاقة لها بأقل أعباء اقتصادية خاصة إذا أخذنا في الاعتبار تقارير اقتصادية تتوقع أن ينخفض الاستهلاك في أوروبا إلي 14 مليون برميل يوميا خلال العام الجاري. ونبه بومينوف إلى ضرورة تنمية الاستثمارات على الرغم أن الأسعار الحالية غير مناسبة للاستثمار وأدت إلى تجميد الكثير من الخطط الاستثمارية للشركات العالمية خاصة أعمال التنقيب في المياه العميقة. وأشار بومينوف إلى وجود حالة من شيخوخة الحقول النفطية واستنزافها وهو ما يتطلب ضخ استثمارات جديدة للحفاظ على مستقبل المعروض حتى لا يتعرض إلى هبوط حاد في السنوات المقبلة. وذكر المحلل الروسي، أن تقرير شركة "بي. بي" يشير إلى أن إنتاج بحر الشمال من النفط سيهوي إلى نحو 500 ألف برميل يوميا بحلول العام 2035 مع استنزاف الحقول في الحوض الذي بلغ مرحلة النضج موضحا أن بحر الشمال أصبح منطقة ناضجة جدا للنفط والغاز وسيشهد حتما تراجعا. ويقول لـ "الاقتصادية"، أحمد الصادي رجل الأعمال المقيم في النمسا، إن الدول المستهلكة للنفط يجب أن تتوقع أنها قد لا تنعم بالمستويات المنخفضة السابقة مرة أخرى بعد أن وصلت الأسعار لمستويات قياسية في الانخفاض وتتجه الآن نحو تعويض الخسائر واستعادة أسعار جيدة مقارنة بالفترات السابقة عقب التراجع الحاد الذي حدث في حزيران (يونيو) من العام الماضي. وأضاف الصادي أن بعض الدول المستهلكة استفادت اقتصاديا من الفترة السابقة بشكل جيد والبعض الآخر لم يحسن استغلالها بسبب مشكلات اقتصادية داخلية خاصة بالنمو والاستثمار إلا أنه بشكل عام وبحسب تقديرات مؤسسات التصنيف الائتماني فإن مستوردي النفط استفادوا ولازالوا يستفيدون من انخفاض الأسعار من خلال تخفيض فواتير الواردات وانخفاض تكاليف دعم الوقود. وأشار الصادي إلى أن الفترة السابقة كانت مرهقة اقتصاديا للمنتجين وكشفت قوة اقتصاد البعض وضعف اقتصاد البعض الآخر إلا أن الجميع اتفق على ضرورة تخفيض الإنفاق العام وإعداد الميزانيات وفق أسعار منخفضة للنفط الخام. على صعيد الأسعار، تراجع النفط عن 62 دولارا للبرميل أمس ليفشل في تعزيز مكاسب الجلسة السابقة التي تجاوزت الواحد في المائة مع قول المحللين إن موجة صعود الأسعار في الآونة الأخيرة كانت مبالغا فيها. وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي 83 سنتا إلى 61.70 دولار بعد أن هبطت أكثر من دولار إلى 61.47 دولار في وقت سابق من الجلسة، وسجل الخام الأمريكي 52.93 دولار للبرميل بانخفاض 60 سنتا.