×
محافظة المنطقة الشرقية

المشايخ و الدعاة : خطوة الجماهير الاتحادية لا تنسى

صورة الخبر

دت علاقة الواقع الذي نعيشه بالنص الأدبي للجيل الشاب تتضح منذ ثلاثة أعوام أي بعد 2011 إلى الآن حيث بدأ الكثير من الأدباء الكتابة والتعبير عن الواقع من خلال أعمالهم بصورة مباشرة وانتقدوا الواقع السياسي والاجتماعي سواء بالشعر أو بالقصة لكن ربما كان الشعر الشعبي هو الأشد التصاقاً بالواقع المعاش وساهم في التعبير عن الواقع ومعارضته أو تأييده. ويعد الارتباط بالواقع ونقله عبر النص الأدبي ظاهره صحية من وجهة نظري، ذلك لأن الكتابة الواعية والاشتغال الواعي على المادة الكتابية هي ظاهرة صحية الكاتب فيها لا يعيش في عالم خيالي معزول وبعيداً عن المجتمع، بل يصبح قريباً من الناس يأخذ منهم بداية قراءة جديدة تجعل من النادر وجود من يقول هذا الكاتب أقرأه ولا أفهمه أي أن الكاتب يأخذ معه المجتمع إلى مستوى من الوعي المتقدم. وبمقابل البصمة التي يضعها الواقع على النص الأدبي لجيل الشباب هناك عوامل أخرى منها التأثر بين الكتاب أنفسهم حتى أنه إلى فترة قريبة مؤقتة كان يقال إن كثيراً من الشباب لو ألصقت قصائدهم في ورقة واحدة ستعتقد أن الكاتب واحد كما كان يقول الشاعر اليمني المرحوم محمد حسنين هيثم. لكن تلك الفترة المؤقتة لم تستمر وأصبحت الأعمال تتمايز فيما بينها، وبدأ كثير من الكتاب الاشتغال الواعي على النص الذي ينقصه أو يغيب عنه المشهد النقدي الجيد، وللأسف ما هو موجود نقد متخلف يقدمه أساتذة جامعيون لا علاقة لهم بالنقد وإن تخصصوا في تدريسه، فمعظمهم يحاولون أن يكتبوا كتابة نقدية وهم أبعد ما يكونون عنها، وهو ما عقَّد مسألة تمييز الكتابات الجيدة من الكتابات الرديئة، ولم يستطع النقد الأكاديمي إخبارنا ما هو الجيد وما هو السيئ، وأصبحت حاجتنا إلى النقد الصحفي كبيرة وإلى صحافة ثقافية مسؤولة تساهم في حماية النص وتطويره، وهو ما لا يحدث اليوم؛ فمثلاً كلما أنجز كاتب نصاً أدبياً بذل فيه جهداً كبيراً وقدم شكلاً متفرداً ظهرت ثلاثة أو أربعة أعمال تقليدية دون أي اعتبارات. أما فيما يتعلق بالتأثير للكاتب العالمي فهو موجود لكنه تأثير صوري، نتأثر بماركيز لكن ليس برؤيته وفكرته والإنسانية الموجودة لديه بل نتأثر بما يبعث الاستفزاز المباشر كالجنس أو السياسة والأشياء الصادمة للمجتمع ولا نتأثر بالرؤية وجودة الرؤية واتساع الأفق في الكتابة ومدى الاشتغال على اللغة كموضوع فني بحت، إذ تبهرنا الأضواء التي توجد في الرواية لذلك تجد لدينا الكثير من الأعمال التي تصادم المجتمع كمهمة رئيسة وعندما تأتي تفكفكها رغبة في الوصول إلى معرفة ماذا يريد أن يقول الكاتب عبرها لا تجد شيئأ. ولا علاقة لهذا بالحرية، بل هي الرغبة في الظهور، فالكاتب الحقيقي تتضح حريته من خلال كتابته عنها بتلقائية ومن اتساع رؤيته ولا يبحث عن مشاهد أو مفردات تصادم المجتمع مع أنه يمكن أن يقول كل شيء للمجتمع ويوجهه إلى الحرية ويتقبلها المجتمع ببساطة.. يمكن القول إن معظم تأثرنا هو صوري لا يتعدى القشور