×
محافظة المنطقة الشرقية

مصرع طالب في حادث عرضي بمدرسة هجر

صورة الخبر

بغداد: حمزة مصطفى- نيويورك: «الشرق الأوسط» أشاد تحالف القوى العراقية (الكتلة البرلمانية السنية) بالقرار الذي اتخذه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس بتجميد «سرايا السلام» و«لواء اليوم الموعود» الناشطين ضمن قوات «الحشد الشعبي» إلى «أجل غير مسمى» طبقا لبيان صدر عن مكتبه في مدينة النجف. وقال عضو البرلمان عن تحالف القوى، أحمد مدلول الجربا، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «الأوضاع التي نمر بها حاليا في العراق وما يمكن أن تنتج عنه من فتن ومآس في المستقبل تحتاج إلى مثل هذه المبادرات الشجاعة التي من شأنها المساعدة وبشكل كبير في نزع فتيل الأزمة». وكان الصدر قد رد على استفتاء من أحد أتباعه حول حادثة خطف وقتل الشيخ قاسم الجنابي ونجله الجمعة الماضي ودور الميليشيات فيها، قائلا إنه «كبادرة حسن نية أتمنى أن تكون بداية تأسي الآخرين، أعلن عن تجميد لواء اليوم الموعود وسرايا السلام وجهات أخرى إلى أجل غير مسمى». وأضاف الصدر أن «على كتلة الأحرار العمل على توحيد الصف السياسي وكتابة ميثاق سياسي مع باقي الكتل حتى لا تراق الدماء في العراق، فيحقن الدم الشيعي والسني والمسيحي والصابئي وغيرهم على حد سواء». وأعرب الصدر عن «استعداده للتعاون مع الجهات المختصة من أجل كشف المجرمين الذين قاموا بهذه الجريمة النكراء». كما دعا الجهات السياسية إلى ضبط النفس وعدم الانسحاب من العملية السياسية، وأكد أن العراق يعاني من ازدياد نفوذ الميليشيات «الوقحة» بسبب «الحقبة السابقة»، في إشارة إلى حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي. وأضاف مخاطبا السياسيين «ألم أقول لكم إن العراق لا يعاني من (شذاذ الآفاق) بل من الميليشيات الوقحة أيضا، وأنه يجب تسليم الجيش العراقي زمام الأمور». وتابع أن «الحقبة السابقة قد أفاءت على العراق بازدياد نفوذ الميليشيات (وشذاذ الآفاق)، وتسلطهم على المظلومين»، مؤكدا أن «هناك من يريد المساس بأمن العراق واستقراره ويسعى لإضعاف الحكومة الجديدة التي أنهت (الولاية الثالثة)». ودعا الصدر «الجهات السياسية إلى ضبط النفس وعدم الانسحاب من العملية السياسية التي بدأت تتكامل شيئا فشيئا». وفي هذا السياق أكد النائب الجربا أنه «لم يعد أمامنا سوى طريقين إما أن نعمل على لملمة الأمور وعدم انزلاق الأوضاع إلى فتنة طائفية جديدة لا تختلف عن فتنة عام 2006 أو نتحمل المسؤولية والوقوف بحزم ضد أطراف تريد للعراق أن ينزلق نحو الهاوية». وأشار إلى أن «جريمة اغتيال الشيخ قاسم الجنابي والتي رد عليها السيد الصدر ردا إيجابيا جريئا وشجاعا هي جريمة كبيرة»، مبينا أن «عمليات القتل التي تجري في البلد معروفة بالطرق التي تحصل فيها لكن هذه العملية منظمة بالكامل (..) وهو ما يتطلب منا جميعا اتخاذ إجراءات فاعلة وحقيقية تشبه مبادرة الصدر الشجاعة والجريئة والتي هي بمثابة درس للجميع وبالتالي فإنه يتوجب على الآخرين ممن لديهم ميليشيات أو أجنحة عسكرية أن يحذوا حذو الصدر إذا أردنا حماية أرواح المواطنين العراقيين من كل الطوائف والأديان والمذاهب». من جهته، أكد عضو البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري جمعة البهادلي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «السيد الصدر طالما عودنا على مثل هذه المبادرات التي تعبر عن انتمائه الوطني وعدم تخندقه ضمن أي طائفة أو عرق أو فئة لأن ما يهدف إليه هو بناء عملية سياسية صحيحة تقود في النهاية إلى بناء دولة مؤسسات لا ميليشيات». وأضاف البهادلي أن «الصدر حين ذهب إلى أربيل قبل سنتين من أجل قضية سحب الثقة عن المالكي قال إن هذه الخطوة ستكلفه الكثير في الفضاء الشيعي لكنه يريد بناء صرح للمستقبل لعراق واحد لأن الإرهاب وكما أثبتت التجارب يستهدف الجميع»، مشيرا إلى أن «ما يحصل في المحافظات الغربية مما يقوم به (داعش) ضد السنة يؤكد هذه الحقيقة ويتطلب منا جميعا الارتفاع إلى مستوى هذه التحديات التي تحتاج إلى قرارات كبيرة». وحول مبادرة الصدر بتجميد «سرايا السلام» و«اليوم الموعود»، قال البهادلي إن «المناطق التي حررتها سرايا السلام واليوم الموعود سلمتها إلى الجيش العراقي ولم تبق فيها لأننا نريد في النهاية عراقا قويا يحميه جيش قوي ويطبق فيه القانون على الجميع». واتهم البهادلي حكومة نوري المالكي بـ«منح ميليشيات معينة قوة في الشارع من أجل التأثير على قوى سياسية أخرى وكانت قد ضربت عرض الحائط كل المبادرات التي تقدمنا بها من أجل إنهاء الميليشيات وتقوية الجيش العراقي». من جهة أخرى، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق نيكولاي ملادينوف، أمام جلسة لمجلس الأمن حول العراق أمس، إنه «يساوره قلق عميق على سلامة الجماعات العرقية والدينية المتنوعة في العراق بالمناطق الخاضعة لسيطرة (داعش)». ونقلت عنه وكالة «رويترز» قوله إن: «ما يثير القلق بنفس الدرجة هو العدد المتزايد للتقارير عن ارتكاب هجمات انتقامية خاصة ضد الطائفة السنية في المناطق التي تحررت»، ودعا ملادينوف الحكومة العراقية إلى الإسراع بتقديم مساعدات عسكرية ومالية وعدت بها الزعماء المحليين ومقاتلي العشائر لمواجهة تنظيم داعش، لكنه حذر من الاكتفاء بالحل العسكري.