×
محافظة المنطقة الشرقية

الحارس كورتوا يرتقي لمستوى التوقعات مع تشيلسي في باريس

صورة الخبر

بادئ ذي بدء (أَجَلّكم الله) عند قراءتكم وسماعكم لهذا الاصطلاح المقيت تقززت عند سماعي لهذا الوصف السمج لكنني قلت لعله نعت يطلق على بعض الأشياء المثيرة للاستياء والضجر ويتلاشى سريعاً لكنه انتشر بشكل غريب ولافت، فبتنا نسمعه على مدار الساعة.. سيارة أبو..! الجو أبو. زحمة أبو اختبار أبوجوال أبو وعلى الصعيد الكروي (شوته) أبو. وهدف أبو.. هذه مجرد أمثلة، فثمة أشخاص وأطعمة يطلق عليها هذا الوصف. المؤسف أصبحنا نسمعها من الأبناء لجهة آبائهم لا بل بعض الآباء أخذوا يطلقونها دونما حياء أو بصيص غضاضة لن أخوض بمصدر إطلاق مثل اصطلاحات مبتذلة كهذه، المعيب فيمن يستقبلها ويتداولها على عواهنها دون أن يفكر بتبعاتها ومراميها، فربما يكون غزواً فكريّاً قيميّاً.. الغاية منه إسفاف لغتنا وانحدار قيمنا بل والاستخفاف بعقولنا وذائقتنا. المثير للسخرية، لماذا نتوسل تلك الاصطلاحات؟ ولغتنا تزخر بالمفردات وتضج بالمرادفات إلي عهد قريب كان واحدنا لا يتجرأ على نطق هذا الوصف، إلا بعد أن يسبقه بـ (أجلّكم الله) و(أكرمكم الله) وأوداجُه محمرّة! .. ماذا دهانا ولنقل ماذا أصاب أسماعنا ومشاعرنا وأخلاقياتنا لدرجة لم نعد نميز بين المفردات الجميلة والخادشة النابية. المؤكد أننا لو استسغنا مثل تلك التُّرّهات سوف يَسْهُل تعبئتنا بالمزيد.. لا بد من وقفة مجتمعية حازمة طاردة لكل ما يسيء لقيمنا ولغتنا ومفاهيمنا وذائقتنا بوصفها عماد المجتمع وقوامه، وإن شئت أهم مقومات تحضره وازدهاره بقي القول: من دون تلك التدابير الجازمة والسريعة لن نستغرب أن يأتي علينا زمن يصبح جل كلامنا شتائم وسباب لا سمح الله!.