حث علماء وقضاة ومختصون في منطقة الباحة على العفو والتسامح وعدم المبالغة في الديات، كما قال عز وجل (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) ودعوا لاحتساب الأجر والفضل الكبير من الله سبحانه وتعالى لما وعد الله به من أجر ومثوبة. وقال رئيس محكمة الاستئناف بمنطقة الباحة الشيخ عبدالله بن أحمد القرني، إن ظاهرة المبالغة في الديات أمر عظيم وخطير في نفس الوقت، لما له من السلبيات التي تؤثر على المتخاصمين، مؤكدا أن مما شرعه الله لنا هو التحاكم في القصاص إلى حكمه العدل الذي حكم سبحانه في شرعه المطهر على القاتل عمدا وعدوانا بالاقتصاص منه لورثة القتيل. وأبرز الشيخ القرني فضل العفو ومكانته عند الله وعظيم الأجر الذي رتبه تعالى عليه، فقال تعالى (وأن تعفوا أقرب للتقوى)، مبينا أن الله تعالى دعا المجتمع المسلم إلى السعي بالإصلاح بين الناس وأشركهم في الأجر بل ورتب لهم على ذلك الثواب العظيم، مشددا أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال في ديننا تعدي الوزر إلى غير من وقع منه الوزر لأن الله تعالى قال (ولا تزر وازرة وِزر أخرى). من جهته، أكد أمين لجنة إصلاح ذات البين بمحافظة العقيق محمد بن سعيد شباب الغامدي، أن ولي الدم صاحب حق شرعي إن أخذه فلا بأس وإن عفى لوجه الله كان له أجر عظيم لأن العافي أجره على الله، منوها بالدور البارز الذي يبذله ولاة الأمر في هذه البلاد وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في السعي وطلب الشفاعات التي يكون لها الأجر الكبير من الله. وبين أن العفو في الآونة الأخيرة أخذ اتجاها آخر أشبه ما يكون بالمتاجرة، حيث يدفع ملايين الريالات التي قد يشترك في أخذها عدة أياد، مشيرا إلى أن هذا الأمر يجعل العفو مبطنا من أجل الملايين فقط وليس لوجه الله الذي ربما يكون كذلك في الظهر وأمام الملأ. من جانبه، أوضح كاتب عدل محافظة العقيق وإمام وخطيب جامع عبدالله بن عباس بالمشيريف الشيخ عبدالله بن عوضه آل مديس، أن القصاص من الجاني حق خاص للمجني عليه أو لورثته، والعفو عن الجاني يعد من أفضل القربات إلى الله سبحانه وتعالى. وقال الشيخ آل مديس: «انتشر في الفترة الأخيرة المبالغة في طلب الديات والمزايدة في ذلك، وانحراف الأمر عن مساره الصحيح وهو عدم العفو من أجل الله»، مؤكدا أن من الخلق الكريم والصفات الحميدة العفو والتجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه لأن الله عفو يحب العفو كما قال عز وجل (وأن تعفوا أقرب للتقوى).