كان التهرب سيد الموقف أمام محاولات "الوطن" المتكررة الحصول على توضيح من فرع إدارة الطرق والنقل بتبوك حول مشاريع الطرق في المنطقة، وهي المحاولات التي بدأت بمدير فرع الإدارة المكلف بتبوك المهندس سليمان الحويطي، مرورا بمتحدث الوزارة المهندس هذلول الهذلول، في مخالفة لمنهج وزير النقل المهندس عبدالله المقبل الذي وجه بتحديد متحدث إعلامي في كل إدارة يتواصل مع الإعلاميين ويجيب على استفساراتهم ويزودهم بالمعلومات عن مشاريع الوزارة وأي معلومات يحتاجونها. ويأتي ذلك فيما تتواصل شكاوى المواطنين واستفساراتهم حول مشاريع الطرق وتأخر تنفيذها، الأمر الذي لا يزال يسبب كثيرا من الحوادث، خصوصا طريق "تبوك-حقل". "الوطن" حضرت ميدانيا ورصدت انطباعات المواطنين حول تعثر مشاريع الطرق بالمنطقة، وأبدى سالكو طريق "تبوك-ضباء" تذمرهم من بطء ازدواج الطريق، إضافة إلى كثافة سير شاحنات ناقلات النفط من محطة أرامكو بضباء إلى تبوك التي تسببت في كثير من الحوادث واﻷضرار بالطريق خصوصا عقبة في الخريطة. وذكر المواطن غالب الحويطي أحد سكان محافظة ضباء أن آخر 20 كيلومترا من الطريق لم يبدأ العمل بها إلى اﻵن، وأضاف "تعد هذه المسافة أصعب مرحلة منذ بداية الطريق نظرا للجبال والمنعطفات". وقال المواطنان إبراهيم عويض، ومحمد الحويطي إن المشكلة اﻷساسية المؤرقة للمسافرين ومرتادي طريق "تبوك - ضباء" هي كثافة سير شاحنات ناقلات النفط من محافظة ضباء إلى مدينة تبوك وكل المنطقة الشمالية، إضافة إلى شاحنات البضائع المغادرة من ميناء ضباء وشاحنات ناقلات اﻹسمنت من مصنع إسمنت تبوك، كذلك شاحنات ناقلات الشعير القادمة من مصنع تعبئة الشعير وباصات النقل وكل المسافرين ما أحدث الضرر للطريق والتسبب في حوادث مميتة. وأضافا: "معظم الحوادث التي تقع على الطريق تكون الشاحنات طرفا مشتركا فيها حتى أطلق عليه طريق المليون شاحنة". إلى ذلك، شهد طريق "تبوك-حقل" حوادث دموية مميتة خلال السنوات الماضية، وتعالت أصوات الأهالي مطالبة بإيجاد حلول سريعة وجذرية للحد من تلك والحوادث إضافة إلى تسريع عملية ازدواج الطريق. وعلمت "الوطن" أن المهندس المقبل تفقد طريق حقل الذي يعاني من التعثر منذ نحو ثمانية أعوام، فيما يشهد الطريق الممتد لـ250 كيلومترا حوادث مستمرة أدت إلى كثير من الوفيات والإصابات منذ إنشائه عام 1386. وأوردت "الوطن" عددا من التقارير حول الطريق، من بينها التقرير المنشور في فبراير 2012 بعنوان "طريق تبوك - حقل سالكه مفقود والخارج منه مولود" وكذلك التقرير المنشور في أبريل 2013 بعنوان ("التعثر" يرفع عدد ضحايا طريق "حقل".. و"النقل" تعد بالحل) وآخرها التقرير المنشور في 23 أبريل 2014 بعنوان (تبوك.. طريق "حقل" يواصل حصد "الأرواح"). أمام ذلك حاولت "الوطن" التواصل مع مدير فرع إدارة الطرق والنقل بتبوك المهندس سليمان الحويطي للرد على الاستفسارات فقام بإرسال رسالة للمحرر بقوله "بإذن الله نلتقي وما يصير إلا كل خير"، وبعد وعود عدة طلب تأجيل الرد لأسبوع آخر لأن الاستفسارات تحتاج إجابات دقيقة على حد قوله، مشيرا إلى أنه مكلف حاليا وأن وكيل الوزارة طلب منه التأجيل لأن هناك ترتيبات جديدة على حد قوله. كما تم التواصل الخميس الماضي مع متحدث وزارة الطرق والنقل المهندس هذلول الهذلول، وذكر أنه خارج الوزارة ومشغول ولا يستطيع التحدث، مشيرا إلى أنه لم يطلع على الاستفسارات ولا يستطيع مشاهدتها، مبينا أن العلاقات العامة ستتواصل مع المحرر حال الانتهاء منها، وقامت "الوطن" بالأمس بالاتصال على الهذلول ولكنه لم يتجاوب.