تستعد حكومة الكسيس تسيبراس المدعومة من الشعب اليوناني الاحد لاجتماع تعقده الاثنين المجموعة الاوروبية ويتوقف عليه مصير البلاد، واكدت عزمها بذل كل ما في وسعها للتوصل الى اتفاق من دون الاعلان عن تنازلات. وقال وزير المال يانيس فاروفاكيس في مقابلة نشرتها الاحد صحيفة كاثيميريني، ان موقفنا الذي يستند الى المنطق قوي، وسيفضي الى اتفاق، حتى في اللحظة الاخيرة او ما بعد اللحظة الاخيرة. واضاف ان اليونانيين وكذلك البلدان الاخرى في الاتحاد الاوروبي، سيبذلون كل ما في وسعهم للحؤول دون الوصول الى نتيجة تضعف وحدة منطقة اليورو. واعرب وزير المال اليوناني عن اقتناعه بأن اوروبا تعرف كيف تعقد اتفاقات مشرفة انطلاقا من خلافات مشرفة. وتحدث عن مستوى تفاؤل مرتفع عشية الاجتماع الذي يعقده الاثنين 19 وزير مال في مجموعة اليورو. وهذا الاجتماع حاسم لكنه محفوف بالمخاطر. فالحكومة الجديدة لحزب سيريزا اليساري المتطرف برئاسة تسيبراس، تريد وقف برامج المساعدة التي يفرضها الاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي على اليونان منذ خمس سنوات، واثرت تأثيرا كبيرا على الحياة اليومية للناس، في مقابل وعود بمساعدة تبلغ 240 مليار يورو. وتبدو اليونان عازمة على اجراء اصلاحات، على ان تدرج في برنامج جديد تتحكم فيه اثينا هذه المرة. واكد المتحدث باسم الحكومة غابريال ساكيلاريديس في تصريح الاحد لشبكة سكاي تي.في ان الحكومة عازمة على الايفاء بالتزاماتها حيال الناخبين وعلى عدم مواصلة البرنامج كما كان، على ان يتم التوصل الى حل يستفيد منه جميع الاطراف، كما قال. لذلك لا يريد الاتحاد الاوروبي حتى الان التعهد إلا بتمديد البرنامج الجاري الذي ينتهي في 28 شباط/فبراير. وخطر خروج اليونان من منطقة اليورو كبير اذا لم يتوصل المجتمعون الى اتفاق الاثنين، ولم تتمكن اليونان بالتالي من الايفاء بالتزاماتها المالية. واجريت مناقشات ايضا السبت في اطار تبادل لوجهات النظر من اجل تفهم افضل لمواقف كل طرف، كما قال مسؤول في الاتحاد الاوروبي السبت. لذلك حذر فاروفاكيس في مقابلته من استمرار وجود نقاط احتكاك خصوصا حول عمليات الخصخصة التي تريد الحكومة الجديدة الرجوع عن القسم الاكبر منها، او حقوق الموظفين في المؤسسات. وكان رئيس المجموعة الاوروبية يرون ديسلبلوم اعرب الجمعة عن تشاؤمه الكبير حول امكانية التوصل الى اتفاق الاثنين. وتحدث رئيس الوزراء اليوناني من جانبه ايضا السبت عن مفاوضات صعبة على الارجح. واضاف ان دعم الشعب اليوناني سيشكل من جديد مصدر قوتنا. وتؤيد اكثرية اليونانيين الحكومة في الواقع. وابدى 60,6% من الاشخاص الذين استطلعت مؤسسة كابا ريسرتش اراءهم لحساب صحيفة تو فيما الاحد، رأيا ايجابيا تجاه الحكومة، في مقابل 37,1% عبروا عن رأي سلبي. لكن لا يتوقع الا 48,1% من اليونانيين نجاح المفاوضات، و51,1% فشلها. وحوالى الساعة 15,00 ت غ الاحد، بدا الاف الاشخاص يتجمعون استعدادا لتظاهرة جديدة في ساحة سينتاغما في اثينا دعما للحكومة. وكانت تظاهرة الاربعاء ضمت 15 الف شخص في اثينا وخمسة الاف في سالونيكي. وتعول الحكومة ايضا على تظاهرات الدعم لمطالبها الاحد في اليونان وباريس ولشبونة. وتظاهر السبت في روما مئات الاشخاص بدعوة من تنظيمات نقابية واحزاب يسارية لدعم مواقف الحكومة اليونانية الرافضة لاجراءات التقشف. وتلقت حكومة تسيبراس ايضا دعما غير متوقع الاحد. فرئيس الوزراء الاشتراكي السابق جورج باباندريو الذي كان اول من وافق في 2012 على وضع بلاده تحت برنامج المساعدة، بعث برسالة الى المسؤولين الاوروبيين الثمانية والعشرين طالبا منهم ايجاد حل مفيد للطرفين، ومشددا على كل الجهود التي بذلها اليونانيون حتى الان وما زال اكثر من 25% منهم يعانون من البطالة.