×
محافظة المنطقة الشرقية

الخبر: وافدون يحوّلون شقة سكنية إلى «مطعم» و«عيادة طبية»

صورة الخبر

تعي القيادتان في المملكة ومصر أنهما قطبا الرحى فيما تبقى من النظام العربي المتشظي بفعل الاضطرابات والقلاقل التي تعصف بعدد من الدول العربية، وأن أي محاولة لدق «إسفين» الخلاف فيما بينهما إنما يصب في مصلحة ضرب النظام العربي في الصميم، والسماح بالتالي بإيجاد فراغ استراتيجي في المنطقة، مما يُتيح للاعبين إقليميين آخرين من خارج المنظومة العربية الفرصة المواتية لملئه، والتحكم بمصير ومستقبل الأمة وقضاياها الحيوية، إلى جانب قطع كل خيوط وخطوط الأمل في تعافي النظام العربي، ومعالجة مشاكله داخل البيت العربي نفسه. وبعيدا عن تدخلات المنتفعين والمتاجرين بأزماته، والرد السريع والحاسم الذي جاء على لسان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه معه فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مؤخرا، والذي أكد فيه أن موقف المملكة من مصر قيادة وشعبا ومن أمنها واستقرارها ثابت لا يتغير، وأن العلاقات بين البلدين أكبر من كل محاولات تعكيرها. هذه التأكيدات الحاسمة تكشف بوضوح أن المنظومة العربية وإن فقدتْ رشدها في بعض أجزائها جراء تلك الفتن التي أحاطتْ بها، فإنها بالتأكيد لن تفقد حكماءها الذين يدركون حجم مسؤولياتهم في لم شمل الأمة، وتحصينها من التدخلات، ويعرفون بحكمتهم وبُعد نظرهم وعمق تجاربهم ما يُحاك لهذه الأمة من الأحابيل لتمزيقها، وبعثرة صفوفها، وتفتيت أحلام وتطلعات شعوبها، من أجل تخريب الصف العربي، وتوزيع ولاءاته هنا وهناك، مما يُعرض أمنه للكثير من المخاطر، ويجعله مكشوفا لكل الأطماع على اختلاف ألوانها وأنواعها، ويأتي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - في طليعة هؤلاء الحكماء الذين تعول عليهم الأمة بأسرها في إعادة توحيد الصف العربي، ومداواة جراحه، وتمتين أركانه ليعود مجددا للعب دوره السيادي في منطقته وفي إقليمه وفي العالم، وهو الرجل الذي ظل على مدى أكثر من نصف قرن يشارك في صناعة القرار سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، بحكم موقعه الكبير في السياسة السعودية، إلى جانب خبرته وسعة معارفه، وإلمامه الواسع بالتاريخ وأحداثه، وإدراكه العميق لكل الأحداث التي مرّتْ على هذا الإقليم وآلياتها ومآلاتها، مما جعل منه الشخصية السياسية الأبرز في فهم كيفية التعامل مع تلك القضايا، والأكفأ في قيادة المنظومة العربية لإخراجها من مأزقها الراهن. وما تأكيده - يحفظه الله - على ثبات الموقف السعودي من مصر في هذا المفصل الزمني المحتقن بكل ألوان التشرذم إلا دليل وعي حاسم على أن أي محاولة لتعكير العلاقة بين البلدين، إنما تستهدف تفكيك ما تبقى من الجسد العربي لضرب العمق الاستراتيجي لكل بلد على حدة، مما دفعه لقطع الطريق تماما أمام تلك العبثيات، وتسجيل رسالة قاطعة باستعصاء المساس بركني الأمة والمتمثلين في المملكة ومصر، على اعتبار أنهما يشكلان منصة انطلاق الوحدة العربية، ورافعتها الوحيدة القادرة بإذن الله على انتشالها من حمى التدهور والشقاق، وتصويب مسارها، لنزع أشواك الخلاف أو الاختلاف بين مفرداتها، وحماية سيادتها، وصون كرامتها، لإعادتها إلى سابق عهدها أمة واحدة، على أمل أن تكون تلك التجارب الدامية التي مرتْ بها بمثابة المصل الطبي الذي يُحصن جسدها، ويُعزز مناعتها عن تدخلات الآخرين ممن لا تعنيهم سوى مصالحهم، حتى ولو كان الثمن هو هذه الأنهار من الدماء النازفة، وهذا بالتأكيد ما سعى ويسعى إليه خادم الحرمين الشريفين بهذه التأكيدات التي ركّبتْ قاعدة الأمة في المملكة ومصر على قاعدة صلبة وراسخة، كأساس متين لانطلاقة قادمة بإذن الله، غايتها وحدة الصف، ومرامها تحقيق تطلعات وآمال هذه الأمة من المحيط إلى الخليج، وما ذلك على الله بعزيز في ظل وجود قيادة عربية تاريخية لها ثقل سلمان، وحكمة سلمان، وإخلاص سلمان.