×
محافظة مكة المكرمة

تحويل مسار الشاحنات على طريق عشيرة - مدركة - الجموم لتسهيل الحركة أمام الحجاج

صورة الخبر

رفض مجلس الشورى قبل يومين مناقشة اقتراح بتوصية تقدمت به ثلاث عضوات في مجلس الشورى، أثناء مناقشة تقرير وزارة النقل؛ بحجة أن هذا الموضوع لا يخص وزارة النقل؟!، حسنا.. من هي الجهة الحكومية أو غير الحكومية المختصة بهذا الموضوع؟.. المرور؟، الدفاع المدني؟، هيئة الأمر بالمعروف؟، هيئة المواصفات والمقاييس؟، من الذي يعطل هذا الحق الطبيعي للمرأة؟، وهل سيبقى هذا (المختص) كائنا مجهولا إلى الأبد؟!، وهل ستبقى هذه القضية معلقة إلى ما لا نهاية، يسلمها كل جيل إلى الجيل الذي يليه، دون أن يعرف أحد من هي الجهة التي تقف وراء عدم تمكين النساء من حقهن في القيادة؟!. لقد وجد معالي رئيس مجلس الشورى في طلب الدكتورة هيا المنيع إدراج توصية بالسماح للنساء بقيادة السيارات (إضاعة للوقت)!، والمقصود هنا بالطبع إضاعة وقت المجلس، والصحيح أن إضاعة الوقت تكمن في عدم حسم هذا الموضوع الذي تحول مع مرور الزمان إلى عقدة وطنية كبرى ليس لها مثيل في أي مكان في العالم، لقد ضاع وقت ملايين النساء في انتظار تجاوز هذا العائق الذي يحد من قدرتهن على المشاركة في بناء الوطن، وضاع وقت أبناء الوطن في النقاشات المكررة حول موضوع لا يستحق النقاش أصلا، وضاع وقت مسؤولي القطاعات الحكومية في التصريح للصحافة بأنهم غير مسؤولين عن المنع، ضاع وقت الجميع.. الموظفات.. كتاب الصحافة.. الوعاظ.. مقدمو البرامج التلفزيونية.. الأصدقاء في الاستراحة.. الناشطون على شبكة الأنترنت، كل شخص في هذا البلد تقريبا أضاع جزءا هاما من وقته في مناقشة هذا الموضوع الحيوي، ووحده مجلس الشورى الموقر الذي لا يريد إضاعة وقته الثمين في مناقشة قيادة المرأة للسيارة في بلادنا. هل نحن حريصون على الوقت إلى هذه الدرجة؟!، حسنا.. فلنقتطع خمس دقائق فقط من وقتنا الذهبي لتخيل حجم الأضرار التي لحقت بالمجتمع وبمسيرة التنمية بسبب عدم السماح للنساء بقيادة السيارات، وأظن أنه مهما حاولنا التقليل من حجم الضرر، فإننا سنخرج بنتيجة ملخصها أن تعليق هذه المسألة إلى أجل غير مسمى يجعل حياة الناس أصعب وأكثر كلفة، لذلك فلنكن أكثر وضوحا مع أنفسنا ونقول إننا لا نحرص إلا على إضاعة الوقت، فإضاعة الوقت ــ بالنسبة لنا ــ هو الطريقة الأمثل لتجاهل الاستحقاقات الملحة وتأجيل الصداع الذي قد يترتب على أي تغيير. في الصحراء، حيث لا توجد مؤسسات أو دوريات مرور أو مجلس شورى أو جامعات، وحيث يعيش الناس حياتهم وفقا لتعاليم الدين الحنيف والعادات المتوارثة لم يجد أحد مشكلة في أن تقود النساء السيارات لأنها مسألة بديهية.. بل وضرورية، والعقلاء لا يضيعون وقتهم في مناقشة البديهيات على حساب ضروراتهم الحياتية، فاحسموا الأمر كي لا تضيعوا وقت أبنائكم وبناتكم في محاولة تجاوز عائق وهمي (لا يخص أحدا)، مثلما يضيع وقتكم اليوم في البحث عن وقت إضافي يمكن من خلاله إضاعة المزيد من الوقت!. klfhrbe@gmail.com