أشاد عدد من العسكريين بالسمات القيادية وقوة العزمية والشكيمة والالتزام بالوقت والمهارات الإدارية والمعرفة الواسعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مؤكدين أنهم لن ينسوا زيارته - حفظه الله - للوحدات العسكرية على الحدود الشمالية للمملكة قبل عدة أشهر ولقاءه بعدد من ضباط الصف والجنود في إحدى الخيام وتناوله معهم طعام الغداء على أرض الميدان. وفي اليوم التاسع من ذوي الحجة عام 1432هـ صدر أمر ملكي بتعيين الملك سلمان بن عبدالعزيز - الذي كان حينها أميرًا لمنطقة الرياض - وزيرًا للدفاع، ووصف سياسيون وخبراء في ذلك الوقت تعيين الملك سلمان خلفًا للأمير الراحل سلطان بن عبدالعزيز بالقرار الصائب والمتوقع، نظرًا لما يملكه من خبرة إدارية كبيرة اكتسبها من إدارته لأهم مناطق السعودية منذ عام 1963، واستطاع خلال السنوات الأولى التي تولى فيها وزارة الدفاع إدخال تغييرات مهمة في الوزارة ضمن المنظومة الإستراتيجية التي تتبناها المملكة، وقد حرص على دعم الإستراتيجية الدفاعية للمملكة وتجسد ذلك في زياراته الخارجية للعديد من الدول الأوروبية والغربية ودعم التعاون معها وتشمل فرنسا وأمريكا والمملكة المتحدة والدول الآسيوية الكبرى مثل باكستان والهند واليابان وغيرها وذلك لتوطيد أواصر التعاون العسكري والدفاعي معها والاستفادة من التجارب والتقنيات العسكرية التي تمتلكها الدول الكبرى في إطار حرص المملكة على تعزيز ودعم قواتها المسلحة. ويقول - حفظه الله - حول توليه وزارة الدفاع في ذلك الوقت: إنه كان حريصًا على دعم هذه المؤسسة الوطنية والافتخار بها وبمنتسبيها، وأنه حرص عند مباشرته مهامه أن تكون الطائف من أولى زياراته، وقال :»لقد تعمدت أن تكون أول زيارة لي في المناطق هي زيارتي لمدينة الطائف لأنها بداية تكوين القوات المسلحة، وقد رأيت والحمد لله في زياراتي لمؤسسات القوات المسلحة ما يسرني ويثلج صدري». وقد تكررت زياراته - حفظه الله - للعديد من الهيئات والمؤسسات العسكرية وأفرع القوات المسلحة ليشد من عضد أفرادها ويدعم قادتها ويتلمس مشكلاتهم عن قرب ويستمع لتطلعاتهم وأفكارهم، ويقول - حفظه الله - حول ذلك: «خلال زيارتي لأفرع القوات المسلحة رأيت ما يثلج صدري وما لاحظته من تطور، وتقدم في أداء المهام على الوجه الأكمل، وما شاهدته من شباب يعمل على أحدث الأجهزة والمعدات التي يعملون على تطويرها وتعديلها بما يوفر المال والجهد لهو مفخرة لهذا الوطن». قوة العزيمة: وقال اللواء ركن شايد حضيض المطيري إن الملك سلمان حينما كان أميرًا لإمارة منطقة الرياض قبل خمس عشرة سنة التقينا به في «جنيف» بعد وفاة نجله صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان وقد طلبنا من أحد مرافقيه أن نأتي ونسلم عليه قبل انتقال العزاء للرياض وبالفعل وباليوم الثاني مباشرة قام بإرسال سيارة إلينا وأتينا إلى قصره بجنيف، وكان حاضرًا حينها صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي العهد وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، وكان الملك سلمان محافظًا على أداء الصلوات بوقتها وأكرمنا وكأننا بمجلسه في الرياض، وكان مشاركًا في صناعة قرارات الدولة بالرغم من الظرف الذي كُنا فيه إلا أنه كان رابط الجأش قوي العزيمة والشكيمة وهذا كان واضحًا أثناء جلوسنا معه، فهو رجل دولة لم يكن حينها يحمل هم إمارة الرياض وحدها بل كان يحمل هم أبناء الشعب وبلاد الحرمين ولا يزال حتى اليوم. قدرات القيادة والإدارة وأضاف المطيري: الملك سلمان قادر على قيادة دفة هذه الدولة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ فقد عاصر كلًا من الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله ورافق كلًا من الأميرين سلطان بن عبدالعزيز ونايف بن عبدالعزيز وكانوا كلهم في قلوبنا ولكن العوض بالملك سلمان حيث تجده بكل مكان، وأنا تعلمت من الملك سلمان العمل الإداري في آخر سنتين لي بوزارة الدفاع وكنت تحت إدارته حينما كان وزير الدفاع، فكانت ترسل له الاحتياجات بشكل مبسط دون تكلف وشرح طويل ويشرح عليه بكلمتين موافق أو غير موافق أو المفاهمة وبعد ذلك يصدر القرار وكانت كل قرارته واضحة ويفهم المقصود منها وقراراته دائمًا سليمة، وأتوقع أن تكون وزارة الدفاع من أولوياته كباقي قطاعات الدولة لأنه يمتلك نظرة ثاقبة. وقال المطيري: قلبه كبير ومتسع للجميع فتجد عنده وبمجلسه مختلف الناس وشاهدت بمجلسه في جنيف وزير الخارجية البحريني ووزير الإعلام الإماراتي وأحمد ابن الشيخ عبدالعزيز بن باز ومجموعة من الأشقاء الفلسطينيين من العلماء والأدباء والمؤرخين فهو حاضن لكافة الأطياف. وأذكر بأنه أول ما جاء لمنطقة تبوك قام بزيارة للقوات البرية وقوات الدفاع الجوي وكان الملك سلمان ضد التكلف والبهرجة وكان الجميع ويقول إنه يثلج صدري وأفاخر بأنني أرى القادة العسكريين في مختلف قطاعات القوات المسلحة من مختلف القبائل والمناطق. التزام بالوقت: وأبان اللواء المطيري أن الملك سلمان يحترم الصغير قبل الكبير وملتزم بالوقت ويحترمه وهذا يُعتبر تقديرًا للناس الذين ينتظرونه وكان يتكلم مع القادة والضباط حول ما يدور في المحيط الخارجي. من ناحيته قال اللواء ركن ظافر التيهاني إن الملك سلمان قائد محنك وسياسي من الطراز الأول وإن وزارة الدفاع استفادت خلال عهده من أفكار وتطلعات ورؤى مختلفة في كافة المجالات وتطوير في الفرد والمعدة، وقام بزيادة الرواتب وصرف بدل الاٍرهاب وأمره بصرف المتأخرات المالية وحل مشكلات المواقيف ممن عليهم مديونيات مثبتة، ويمتلك الملك سلمان بعد نظر وهو معاصر لعهود الملوك سابقًا وكان مرافقًا مميزًا للأمير سلطان بن عبدالعزيز داخليًا وخارجيًا وكان على دراية واسعة بكافة التفاصيل في الدولة. كما قال العميد ركن حسن حمزة صالح الأحمدي: كلمة الشكر قليلة في حجم العطاء الذي قدمه الملك سلمان لوزارة الدفاع في تطوير الفرد والعدة أثناء توليه حقبة الدفاع حيث إنه بذل الجهد والوقت في رسم الإستراتيجيات لتطوير قواتنا المسلحة على المستوى البعيد وهذا الأمر كان ملموسًا من الجميع، بالإضافة إلى أنه وإضافة إلى قيادته المتميزة كانت له الأيادي البيضاء في تلمس ورفع معنويات الأفراد والضباط على حدٍ سواء. تطوير القوات المسلحة: وأكد اللواء الطيار الركن معيض بن عايض اللهيبي أن الملك سلمان تاريخ يقف شاهدًا على منجزات عظيمة ومواقف إنسانية ودور رائد في الإصلاح والبناء والعمل الجاد لخدمة الوطن ومواطنيه، بل تعدى هذا الدور إلى العالم العربي والإسلامي على مختلف الأصعدة.. والحقيقة إن له دورًا كبيرًا في تطوير القوات المسلحة خلال مدة تعيينة وزيرًا للدفاع ولها الأثر الكبير في نفوس العسكريين وعندما صدر قرار الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - بتعيينه وزيرًا للدفاع كان اختيارًا صائبًا لأن لديه الخبرة والحنكة الإدارية والعسكرية وعند مباشرته في وزارة الدفاع وبرغم انشغالاته إلا أنه قام بزيارات لجميع القطاعات العسكرية في جميع مناطق المملكة ووقف على الواقع واطلع على كافة الأسلحة والمنظومات العسكرية والتقى برجال القوات المسلحة في كل منطقة والقى الكلمات التي كان لها الأثر الكبير لدى العسكريين. وأشار اللهيبي إلى رعاية الملك سلمان لختام تمرين سيف عبدالله وشرف العرض العسكري الإداري الأضخم على تاريخ المملكة والشرق الأوسط للقوات المسلحة السعودية، الذي أقيم بميدان العرض بمدينة الملك خالد العسكرية في حفر الباطن. أما اللواء أحمد بن محمد الربيعان فقال: في الحقيقة إن الملك سلمان شخصية غير عادية ولها مكانة كبيرة بين القادة الملوك ورؤساء الدول. وأضاف: عندما كان أميرًا للرياض كنت أنا متحدثًا رسميًا باسم القوات المشتركة في حرب تحرير الكويت آنذاك واتصل بي هاتفيًا وقال - حفظه الله - بكل لطف: ممكن تمرنا بالإمارة إذا وقتك يسمح ..وكانت جملة محرجة لي، وقلت له - رعاه الله: أبشر أحضر وإذا لم أحضر لك أحضر لمن؟، وبالفعل بعد تلاوة البيان اليومي ذهبت إلى الإمارة وقابلته. كما التقيت به - حفظه الله - عندما صليت الجمعة في مسجد الملك عبدالعزيز في ماربييا وهذا المسجد بناه الملك سلمان، وبعد الصلاة دعا جميع المصلين لتناول وجبة الغداء في قصره وكان يدور هو وابناؤه خلال الغداء على الضيوف. من ناحيته قال العقيد المتقاعد خالد المالكي: الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما كان وزيرًا للدفاع وبرغم الفترة القصيرة التي قضاها فيها لكننا شاهدنا أحدث تطور من خلال التقنيات الحديثة التي أدخلت ما يدل على أنه حريص على أن تكون قواتنا المسلحة من أفضل القوات على مستوى العالم والحقيقة أن زياراته لأفرع القوات المسلحة في مختلف مناطق المملكة كان لها الأثر الكبير في نفوس العسكريين وهذا يدل على أنه - حفظه الله - يتمتع بحنكة إدارية وعسكرية واسعة. اهتمام بالضباط والأفراد وقال العقيد متقاعد علي خلف البلوي إن الكلام يعجز في وصف شخصية الملك سلمان فهو كتاب لا يُمل من قراءاته أحد وبحر متسع في القيادة والثقافة والإدارة والسياسة بالإضافة إلى معرفته الشاملة لجميع القبائل والعائلات في المملكة، فسلمان بن عبدالعزيز شخصية فذة لا يمكن بأي حال من الأحوال نسيانها على مدى السنين وإن طالت، وبحكم عملي شهدت وزارة الدفاع على يده تطورًا ملحوظًا في العتاد والقوى البشرية والتمارين المشتركة وتطوير الميادين والأسلحة والطائرات المقاتلة ولعل زياراته مؤخرًا لبكستان وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا لهي أكبر شاهد على حديثي هذا فيما يخص العتاد، أما فيما يخص الفرد والضابط فكان يوصينا عليهم وبالرفع باحتياجاتهم ومطالبهم له للبت فيها، وكان يحرص على لم شمل الفرد بأسرته. وقال البلوي إن للملك سلمان دورًا كبيرًا وبارزًا في رفع معنويات أفراد وضباط القوات المسلحة خلال الاجتماعات وخلال التمارين، والملك يشعرك دائمًا بأنه معك في الميدان وأنه يعتبر نفسه واحًدا منهم قلبًا وقالبًا، وأتذكر أنني حينما كنت طالبًا في الكلية الحربية منذ عام (1406-1408هـ )كانت صور للملك سلمان بن عبدالعزيز وصورة للملك عبدالله بن عبدالعزيز وصورة للأمير سلطان بن عبدالعزيز وهم باللباس العسكري وصورهم موجودة في الكلية، وكنا نحن طلاب الكلية نفاخر بهم بل ونلتقط الصور التذكارية، وهو رجل ملم بالأمور العسكرية.