لاحظ الجانب الإندونيسي في المفاوضات الدائرة حول العمالة الإندونيسية من سائق وعاملة منزلية، تلهف المفاوضين من الجانب السعودي على سرعة عودة العمالة الإندونيسية ورغبتهم في إنهاء المفاوضات بأسرع وقت بما يسمح باستئناف نشاط الاستقدام بين البلدين بعد انقطاع شبه تام دام أكثر من أربع سنوات، فأخذ يضع شروطا بعضها فوق بعض وكلما توصل الجانبان إلى تسوية لعدد من الشروط قدم الجانب الإندونيسي شروطا جديدة مرة تتصل بالأجر الشهري ومرة أخرى بساعات الدوام اليومي وعددها ومرة ثالثة بالعطل الأسبوعية أو بما يقابلها من أجر في حالة عدم تمتع العاملة المنزلية أو السائق بها وكل ما ذكر مقبول ومفهوم ويمكن التفاوض حوله للوصول إلى حل وسط عادل يرضي الطرفين ولكن آخر ما فوجئ به المفاوضون السعوديون هو أن المفاوض الإندونيسي رفض إطلاق مسمى «عاملة منزلية» على الخادمات القادمات للعمل في المنازل عند الأسر السعودية وعد التسمية «فضفاضة» وعشوائية وتعني أن الخادمة أو العاملة المنزلية حسب التسمية الرسمية سوف تقوم بعدة أعمال في منزل كفيلها فهي طباخة وغسالة وكناسة ومربية أطفال وراعية مسنين وغيرها من الأعمال المنزلية التي يمكن أن تكلف بها الخادمة وأن سبب تكليفها بعدة أعمال هو التسمية الفضفاضة التي كانت حسب رأي الجانب الإندونيسي وراء تحميل بعض الأسر للخادمات مالا طاقة لهن به من أعمال، ففكر المفاوضون «الجاوا» وقدروا فهداهم تفكيرهم إلى تحديد نوع المهنة التي سوف تستقدم الخادمة للقيام بها، وحددوا مسميات لبعض المهن وأعرضوا عن بعض، فهي إما أن تستقدم تحت اسم «طباخة» فهي لا تقوم بأي عمل سوى أعمال المطبخ، أو يكون المسمى حاضنة أطفال فيكون الصغار مجال عملها اليومي أو يكون المسمى رعاية المسنين فترعاهم ولا يكون لها علاقة بباقي أفراد الأسرة من بعل وزوج وأطفال وطبخ وكنسٍ وغسل أو بأي عمل آخر مما تكلف به الأسر الخادمات أو العاملات المنزليات في الوقت الحاضر.. وهذه الشروط الجديدة ستكون عقبة أمام استئناف استقدام العاملات المنزليات الإندونيسيات، لأننا ألفنا أن تقوم الخادمة بكل شيء حتى تصبح أحيانا سيدة المنزل تعرف عنه جميع تفاصيله وتعتمد عليها ربة المنزل في جميع أمورها، وهذا وضع غير طبيعي ولكنه واقع قائم للأسف الشديد. ولست أدري كيف سيتم استقبال الشروط الإندونيسية الجديدة ولكن الذي أعلمه أنه في حالة قبولها فإن الأسرة السعودية ستحتاج لأربع خادمات إندونيسيات للقيام بأعمال خادمة واحدة فواحدة للمطبخ وثانية للغسل والكي وثالثة للصغار حفظهم الله ورابعة لرعاية المسنين إن وجدوا فلا يبقى للست والبعل نصيب من تلك الخدمات إلا إذا عرض الإندونيسيون خدمات جديدة من ضمنها المساج على سبيل المثال!.