أزمة طريفة يشهدها مخطط باشراحيل في حي الغسالة شرق العاصمة المقدسة، إذ يقول عدد من سكان الحي إن مشرط الأمانة تعدى على ممر ستة أمتار لتهديها إلى مواطن خسر مترين من أرض يملكها. المتحدثون يطلبون من أمانة العاصمة المقدسة إيقاف تعويض المواطن في شارع عريض يعد متنفسا لكل الحي منذ عشرات السنين. صدمة المخطط تفاصيل القصة جاءت على ألسنة عدد من سكان المخطط حينما ارتكب مقاول معماري خطأ فادحا في تحديد أطراف قطعة أرض يملكها مواطن، حيث انتزع المقاول دون قصد 40 مترا مربعا من أرض جاره ما استدعى الأخير لمطالبة أمانة العاصمة المقدسة بتعويضه عن الأمتار المنزوعة التي التهمها المقاول. السكان يقولون إن عرض الشارع لا يتجاوز ستة أمتار وحيث إن الشارع يعتبر معبرا هاما وحلقة وصل يربط أهم شارعين في الحي بأطراف المخطط ومنفذا وحيدا للسكان وقناة لعبور شاحنات خدمات النقل وصهاريج المياه والغاز بالحي فإن إغلاقه لا يستقيم.. صدم سكان الحي بقرار أمانة العاصمة المقدسة القاضي بتعويض المواطن بمترين من المعبر الضيق. نرفض الهدية «عكاظ» حصلت على خرائط ومستندات رسمية صادرة من أمانة العاصمة المقدسة تثبت الواقعة وتجولت بعدستها داخل الحي ورصدت آراء السكان ورفض ما أسموه الهبة التي قدمتها الأمانة للمواطن وتضييق الخناق على جيرانه وحرمانهم من المتنفس الوحيد. ثامر المفرجي قال: اخترنا المخطط سكنا قبل نحو 33 عاما وحيث إن الشارع العرضي ذا الستة أمتار مذكور في الصك الشرعي لأرضنا وهو الفاصل بيننا وجارنا، كنا نأمل أن يتسع الشارع ذات يوم بعد ارتداد الجار مترين للخلف ليصبح الشارع أكثر اتساعا ليخدم كافة السكان أو تكون عملية التنقل بين ضفاف الحي أكثر مرونة وحيوية، إلا أننا فوجئنا بقرار أمانة العاصمة المقدسة بتعويض الجار مترين إضافيين من قلب الشارع الضيق الذي لم يعد يتحمل مرور سيارة صغيرة ناهيك عن شاحنات. وأضاف ثامر أن فوهة خزان مياه منزله تقع على امتداد الشارع ويتساءل: كيف يمكن إيصال أنابيب المياه إلى الخزان؟. عوضوه بالمال الدكتور طلال الحساني يقول إنه من سكان الحي منذ 20 عاما، ويضيف: كنا نترقب أن يتسع شارعنا ذات يوم بارتداد خلفي من مالك الأرض وظللنا نحسب الأيام والأعوام في انتظار الفرصة، ولكن أصبنا بخيبة أمل عندما علمنا أن الأمانة عوضت صاحب الأرض المعتدى عليها بمترين إضافيين من الممر الضيق. وزاد الحساني: نعلم أن الارتداد يكون عادة نحو الخلف ليزداد الشارع اتساعا، وصدمنا القرار الذي زاد من أوجاعنا وسنعاني منه طول العمر، ويستدرك الحساني أهمية توسيع الشوارع لاستيعاب المركبات خاصة آليات الدفاع المدني وحافلات نقل الحجاج وأن سكان الحي يحدوهم الأمل في تعويض المواطن صاحب الأرض بمبلغ مالي عوضا عن ما فقده من أمتار من أرضه بدلا من احتسابه من الممر الضيق ومحاسبة المقاول مرتكب الخطأ. مشيرا إلى أن الشارع لا يتحمل «مشرط» أمانة العاصمة المقدسة خاصة أن أهالي الحي يعتبرونه شريان الحياة في «الحارة». تقطيع الأحشاء في ذات الاتجاه، يقول العم مساعد المسعودي (80 عاما): فاجأني قرار الأمانة الأمر الذي جعلني أتوجس ليلا ونهارا على فقدان ملامح الشارع الذي عشنا فيه عقودا من السنوات. مؤكدا أن أمانة العاصمة المقدسة لم تكلف نفسها بمشاورة أهالي الحي قبل اتخاذها القرار أو الوقوف على طبيعة الشارع ودراسته من كافة الجوانب الحيوية والأخذ برأي السكان ومستخدمي الممر، فالمسألة ليست تعديلا على خرائط المخطط وإرضاء المواطن على حساب مئات المنازل. وتساءل العم مساعد: ما الذنب الذي اقترفه الممر الضيق في تقطيع أحشائه وتسليمها لمواطن ظلم من آخر بسبب خطأ مقاول مهمل حسب وصفه؟. وختم العم مساعد حديثه بالقول إن ذلك الممر هو وسيلته الوحيدة للوصول نحو مسجد الحي وأن الوضع سوف يزداد سوءا في حال تسليم تلك الأمتار وإضافتها لصك ذلك الجار. أوجاع العزاءات على ذات الرأي، يمضي الموظف الحكومي سالم الحساني فقال: نسكن في الحي منذ بدأ فيه البيع كمخطط نظامي معتمد، وبالرغم من امتعاضنا الشديد من هزال الشارع إلا أن الأمل كان يعيش في دواخلنا من أرض ذلك المواطن بالارتداد للخلف وهو الإجراء المتبع دائما عند استخراج تصاريح البناء، وأصبنا بخيبة أمل عندما علمنا تعويض ذلك الجار بنصف الشارع وتحيط بنا الحسرة على ما سيؤول إليه ذلك المتنفس بعد البناء، مشيرا إلى صعوبة دخول سيارات النظافة في باقي الحي خاصة في موسمي الحج ورمضان. ولا يختلف رأي عيد المفرجي عن الآخرين ويضيف أن الحي أصبح مقصدا لسكنى حجاج بيت الله الحرام لاحتوائه على عمائر مهيأة لتسكين الحجاج والمعتمرين من مختلف الجنسيات وحيث إن شوارع الحي ضيقة وتحتاج إلى اتساع أكثر حتى تسمح بدخول حافلات حجاج بيت الله الحرام فإن الأمر زاد صعوبة بانتزاع مترين من الشارع، وأضاف المفرجي أن الحي غير نافذ لأحياء مجاورة فينحبس السكان عند إقامة سرادق العزاء بالحي حيث تعترض سيارات المواطنين الشارع الضيق ويتلبك بمركبات المعزين ونبقى على هذا الحال حتى تنتهي مراسم العزاء.