في نهاية مقالي يوم الثلاثاء 08 أكتوبر الماضي بعنوان: (6 أكتوبر2013)، عن احتفال مصر بنصر أكتوبر/ رمضان 1973، أنهيت المقال بنافذة صغيرة قلت فيها: (لقد جعلت ثورة يوليو 1952 من العروبة رداء لكل العرب من الخليج إلى المحيط، وإن كان دور مصر قد خبا في العقود الأربعة الأخيرة، فإن ثورة 25 يناير أعادت الآمال مجددًا في أن تستعيد مصر دورها التاريخي، وفتح لها الطريق لاستعادة مجدها الغابر وكرامتها التي عبث واستخف بها بعض قادتها إلى الحد الذي بات يتجرأ بعضهم على وصفها بالأمة الميتة). *** هذه العبارة لم ترق -كما يبدو- لصديق الفيس بوك الأستاذ عبدالجليل الآشي، الذي استمتع بتعليقاته الرائعة على مقالاتي ومداخلاتي في صفحتي في الفيس بوك، فعلق قائلاً: "أظن.. وبعض الظن إثم.. لا كله.. أن ثورة 52 أكملت طريق الانحدار بأمة الإسلام إلى الهاوية بدعوى العروبة.. ولن يستقيم الحال حتى ندعو للوحدة الإسلامية.. لا أعجمية ولا عربية.. بل إسلامية إسلامية". *** وأؤكد للأستاذ عبدالجليل آشي هنا مجددًا أن العروبة هي قلب الإسلام، وأن الحكم على إيمان الفرد المسلم، عربيًا كان أم أعجميًا، يبقى في النهاية بالمعيار الذي حدده رسول البشرية محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وهو "التقوى"، فقد أشار عليه الصلاة والسلام إلى القلب.. ولم يُشِر إلى الأرض، فإيمان المسلم في قلبه أينما كان وفي أي أرض حط رحاله. *** وهكذا.. إن تكون عربيًا لا علاقة له بأن تكون مسلمًا أو غير مسلم، فالعروبة انتماء لوطن، والدين انتماء لعقيدة، وقد ظل المسلمون في الاتحاد السوفيتي السابق ما يفوق 70 عامًا مسلمون -تحت الأرض- يخفون إسلامهم في دولة كانت تمارس البطش لمن يعلنوا انتمائهم الديني، لكنهم بقوا "روسًا" رغم ذلك، وعندما سقط الاتحاد السوفيتي خرجوا بدينهم إلى العلن ومارسوا شعائرهم بحرية لكنهم لم يسقطوا جنسيتهم أو انتمائهم للدولة الروسية!.. كان المسلم الروسي تحت الدولة السوفيتية "مسلمًا سوفيتيًا"، وأصبح بعد زوال الدولة السوفيتية وإعلان الاتحاد الروسي "مسلمًا روسيًا"، تغير اسم دولته ومعالمها لكن لم يتغير دينه؟! *** وفي مصر، على سبيل المثال، يعيش المسلمون على الأرض المصرية منذ دخل الإسلام مصر قبل أكثر من 1400عام، وقد تغير مسمى دولتهم في العصر الحديث من المملكة المصرية، إلى الجمهورية المصرية، إلى الجمهورية العربية المتحدة، وأخيرًا إلى جمهورية مصر العربية، تغير اسم الدولة وعلمها وسلامها الوطني.. لكن لم يغير المسلمون دينهم مع كل مُسمى جديد، وظلوا مسلمين.. وعربًا في كل الأحوال. *** الإسلام دون العرب.. كالطعام بدون ملح، وقد أُنزل القرآن الكريم باللغة العربية.. يقول اللهً تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ).. الشعراء 192/ 195. * نافذة صغيرة: (إن اللغة العربية هي لغة الإسلام، كما أن العروبة هي قلب الإسلام النابض).. عبدالعزيز الصويغ. nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain