" أعتذر لك باسمي واسم مسؤولي المنطقة.. وأشكرك على أداء عملك". بهذه الصيغة الاعتذارية عبّر مستشار الملك أمير منطقة مكة خالد الفيصل بن عبدالعزيز لرئيس الأمن في شركة الغاز الوطنيّة المواطن صالح الزهراني الذي منع لجنة حكومية (للأسف كونها حكومية) من الدخول الى منطقة داخل الشركة. لماذا منعها من الدخول؟ يقول الزهراني حسب جريدة "الرياض" في عددها الصادر يوم الثلاثاء10فبراير الحالي: إن أعضاء اللجنة الحكومية ومنهم مندوب من "محافظة جدة" طلبوا الدخول لمنطقة خطوط إنتاج الغاز والتي لا يُسمح الدخول اليها إلاّ بعد ارتداء زيّ مخصص لمثل هذه المواقع وهؤلاء "الموظفون" لم يكونوا يرتدونها فما كان منّي كمسؤول أمني إلا تطبيق النظام ومنعهم من الدخول. ثم ماذا حدث؟ في اليوم التالي تم استدعاؤهُ لمركز الشرطة، وفور وصوله أودع التوقيف لمدة 24 ساعة، ثم أحيلت أوراقه إلى هيئة التحقيق والادعاء العام وبعد التحقيق أُفرِجَ عنه كونه غير مخطئ.! يا للعجب.. موظف يقوم بأداء مهمته على الوجه الأكمل ويحرص على سلامة أفراد اللجنة (الموقرين) فيُعاقب! تخيلوا لو خالف رجل مرور مسؤولاً ما لعدم ربطه حزام الأمان خوفاً على سلامته فتتم معاقبته، هل هذا معقول ومقبول؟ نحن هنا أمام حالتين متناقضتين تماماً: لجنة(حكوميّة) ضرب اعضاؤها بتعليمات السلامة عرض الحائط وركبوا رؤوسهم إلاّ والدخول لمنطقة خطرة وحين تم منعهم حماية لهم اخذتهم العزّة بالإثم واستغلوا سلطاتهم ليعُاقِبوا من خاف على أرواحهم وأرواح غيرهم. أميرٌ وصَلَتهُ الحكاية غير مفبركة بعد أن أمر بالتحقيق فيما حدث فاعتذر بطريقة الكبار للموظف الواعي الحريص وهذا لعمري درس بليغ لأفراد اللجنة ولغيرهم من المسؤولين. متى تفهم يا موظف المحافظة أو الإمارة بأنك لا تختلف عن غيرك من موظفي البلدية أو الزراعة أو المباحث والشرطة وأن عليك أن تؤدي واجباتك بكل تواضع وتفهّم لمسؤولياتك وتنسى أن بيدك عصا السُلطة تُشهره بوجه من يطبّق عليك وعلى غيرك التعليمات وما نصّت عليه القوانين؟ لمراسلة الكاتب: aalkeaid@alriyadh.net