نعى العديد من الأدباء والمثقفين، الكاتب والمثقف عابد خزندار مؤكدين أن في فقده خسارة طالت المجتمع الأدبي والثقافي في السعودية وخصوصا الجانب الصحافي منه والذي كان الراحل أحد أبرز كتابه المفضلين لدى الغالبية العظمى من شرائح المجتمع وخصوصاً الشريحة المثقفة التي أسهمت مكتبة الخزندار في فترة من الفترات التي كانت تشهد صعوبة النقل والتواصل بتوفير الصحف الفرنسية والأنجليزية لها إضافة الى كل ما هو جديد من كتب ومجلات. وقال الأديب والصحافي الدكتور عبدالله مناع: "إن رحيل عابد خزندار يعد خسارة ثقافية كبيرة طالت المجتمع الثقافي في المملكة خصوصاً أن الراحل من الرعيل المثقف الذي أسهم في إثراء الثقافة السعودية بتراجم الكثير من الأصول خصوصاً من اللغة الفرنسية والإنجليزية والتي كان يتقنهما بشكل كبير ومع أنه تأخر كثيراً في الكتابة حيث لم يبدأها في سن مبكرة وبدأها بعد أن تجاوز 30عاماً من العمر إلا أن بصمته وتأثيره كان واضحاً وجلياً"، مشيرا إلى أن المقالات شديدة الموضوعية والقريبة من الجميع سواء القارئ العادي أو المثقف المطلع التي كان يكتبها الخزندار جعلته قريباً من الجميع كما أن إسهاماته ودوره في فترة السجال الذي كان حاصلاً بين الحداثة والتقليدية والذي برز خلاله الراحل جعله حاضراً في قلب الحدث الثقافي السعودي وخصوصا بين الأدباء والمثقفين الذين أسهم من خلال مكتبته التي كان بها مختلف الصحف الفرنسية والأنجليزية في مدهم بالكثير مما ينشر في مختلف أرجائها ولكنها إرادة الله التي جعل الموت حقاً ولانملك الإ أن الدعوة بالرحمة وأن يدخله الله فسيح جناته." بدورها قالت الكاتبة والشاعرة ثريا قابل: "لا شك أن عابد خزندار كان أحد المؤثرين في المجتمع الثقافي السعودي وفي فترة من الفترات لم يكن أمام الأدباء والمثقفين في جدة وسيلة للاطلاع على الصحف والجرائد والمجلات سوى مكتبته حيث كان يتوفر بها كل ما هو جديد وكان هناك إقبال من الناس على تلك المكتبة" مؤكدة أن خزندار برز خلال العقدين الماضيين كناقد ومترجم وحظيت كتاباته في الصحافة السعودية بقبول لدى الجميع وخصوصاً بالنسبة لما يتعلق بتعليم المرأة. وتحدثت ثريا عن لقائها بالمرحوم حيث قالت: "لقد التقيته مرة عندما كنت رئيسة لتحرير مجلة "زينة" وكان ذلك بهدف طباعته في إحدى مطابع الخزندار ووجدته بصحبة أخيه سهيل خزندار والحقيقة أنه كان كريماً ومهتماً بالشأن الثقافي ولا يسعني سوى أن أدعو له بالرحمة والمغفرة".