×
محافظة المنطقة الشرقية

منع الشاحنات من دخول الجبيل 4 ساعات يومياً

صورة الخبر

أي متعاطٍ مع الأوضاع العربية نراه يطرح السؤال التالي، لماذا نحن وحدنا في بؤرة الصراعات وتنازع النفوذ، هل هي المؤامرة التي لا تزال تسكن أدمغتنا، أم أنها الحقيقة بأن مشروعاً طويلاً أعد أثناء الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي لتفتيت المنطقة إلى دويلات لصالح إسرائيل؟ عندما نستعرض حالات المنطقة، وكيف ظلت إسرائيل هي العدو المطلق، وسبب عدم الاستقرار، نجد أن هذه الأمة ساهمت بمعرفتها أو بدونها، بحقيقة أوضاعها، فقد نشأ في ظل العداوة مع إسرائيل توسيع دائرة العداء مع دول الغرب وأمريكا الداعمين إلى حدود قبول حرب عالمية لو سقطت إسرائيل بفعل عسكري يعمل السوفيات في الماضي على دعمه، وكان هذا الفكر الذي خلق معادلات الأعداء والأصدقاء، قد حفز معسكراً عربياً آخر بأن يرى الشيوعية والحركات العربية اليسارية والراديكالية لا تقل خطورة عن إسرائيل، بل وإنها أي إسرائيل، ليست لديها أيدلوجية تبشر بها، لأنها أكثر وضوحاً من حركة يسارية تساندها دولة عظمى مادياً وسياسياً، وتضع في استراتيجياتها القضاء على الدول العربية المتحالفة مع الغرب.. السبب الآخر بروز الإسلام السياسي، والذي تنازعت عليه حركات التطرف التي دفعت بالإرهاب لأن يصل إلى الواجهة كحدث عالمي، وهي اتجاهات قادها من يضعون أنفسهم بالجانب السني، وبالاتجاه الآخر كان حضور إيران وعزمها تصدير ثورتها بأن دعمت حكومتي العراق «عصر المالكي»، وسورية الأسد الابن، وهما القنطرة التي جعلت من حزب الله والطائفة العلوية، ثم أخيراً الحوثيين في حضانة إيران، لنرى حروباً بين طائفتين، وليتحول العداء إلى صراعات فكرية وعسكرية ومادية صعّب تماماً وإلى أزمنة طويلة خلق تفاهم بين الإسلام السياسي بجناحيه السني والشيعي، ولم يكن الطرف الخارجي بعيداً عن تفجير الأزمات وإدارة اللعبة بإتقان، إلاّ أن ما حدث، وكأي حركات تطرح مبادئها أصبحت السيطرة على دول وأحزاب، مقابل نشوء مليشيات داعشية وأخرى أصغر منها وأقل نفوذاً تغذيها كل الأطراف.. وبانعدام وقفة صحيحة لجميع الفرقاء ممن يغذون الواقع الراهن وانعدام تفاهم إسلامي من القيادات والفقهاء، والنافذين في التأثير على الأوساط الشعبية سواء من يغريهم بالانخراط في الجماعات الإرهابية، أو المليشيات المتناحرة، فإن ديمومة الحروب ستستمر، وقد تولد أكثر من منظمة طالما المغريات توفرها دول يدعي بعضها مكافحة هذه الجماعات في وقت نجدها متورطة في استخدامها تحت مبدأ الحروب بالنيابة وبسط النفوذ.. توسع العداوات لم يعد يقتصر على إسرائيل بل أصبحت قطب حركة في حوارات سرية يقودها يهود الداخل في إيران، وأخرى مع نظام الأسد الذي عدته إسرائيل حامي حدودها طيلة عقود طويلة، وهناك صفقات أخرى تم تسريب أخبارها بواسطة دول إقليمية أو مصارحات مفتوحة مع أمريكا ودول أوروبية في خلق أحلاف الضرورات ضد أعداء محتملين، ولذلك اتسعت دوائر اللعبة ليكون العرب ضحية واقع، انتقل من عصر القطبية الثنائية مروراً ببروز القاعدة والربيع العربي، إلى انفجارات داخلية هيمن عليها حس جديد بنهاية الدولة الوطنية كما يحدث الآن في سورية والعراق وليبيا واليمن، لصالح الدولة الفدرالية أو دولة المليشيات لينتقل العداء إلى الداخل بأدوات من يعرف كيف يستثمر حالة الخواء العربي والعجز عن المحافظة على كيان الوطن ليصار إلى تمزيق الخرائط وتوزيع الولاءات. لمراسلة الكاتب: yalkowaileet@alriyadh.net