طوال عقود كانت القناعة السائدة أن المعاشرة الزوجية قبل المباريات الرياضية قد تضعف أداء الرياضي وتؤدي لنتائج أقل، ولكن خبراء وباحثين يجادلون الآن بأن الحقيقة قد تكون العكس تماما، فتفيد المعاشرة الرياضيين، وهذابناء على دراسات طبية متعددة. ويشكل كأس العالم لكرة القدم في البرازيل 2014 مثالا على هذا الجدل، فهناك فرق قد اتخذت قرارا بمنع لاعبيها من المعاشرة الزوجية مثل روسيا و"البوسنة والهرسك" وتشيلي والمكسيك، مقابل فرق أخرى سمحت بالمعاشرة مثل ألمانيا وإسبانيا والولايات المتحدة وأستراليا وإيطاليا وهولندا وسويسرا وأوروغواي وإنجلترا ونيجيريا. وينبع مصدر القلق من معارضي المعاشرة الزوجية قبل المباريات من قناعتهم بأن الجماع يستنفد طاقة اللاعب ويجعله ضعيفا ومتعبا، كما قد يؤثر على وضعه النفسي. كما يعتقد بعض الرياضيين أن الامتناع عن المعاشرة يساعد على تخزين العنف داخل اللعب، مما يعطيه مخزونا من الشراسة يستغله في مبارياته القادمة. كما أن البعض يرى في الموضوع جانبا طبيا، فأسطورة الملاكمةمحمد علي كلاي كان يمتنع عن المعاشرة الزوجية قبل ستة أسابيع من المباراة، لأنه كان يخاف من أن المعاشرة سوف تؤدي إلى نفادهرمون التستوستيرون، وبالتالي الشراسة والعنف اللذين يحتاجهما في مبارياته. ولكن الباحث إيمانيويل جانيني من جامعة أل أكويالا بإيطاليا والذي درس أثر المعاشرة الزوجية على الرياضيين يقول العكس تماما، إذ أن الدراسات أظهرت أن هرمون التستوستيرونيرتفع بعد الجماع، كما أن الامتناع عن الجنس لمدة ثلاثة أشهر يؤدي إلى انخفاض مستوى ذلك الهرمون بحيث يصبح مستواه قريبا مما هو لدى الأطفال الصغار. " العديد من لاعبي هولندارافقتهم زوجاتهم إلى الأرجنتين بكأس العالم لعام 1978 لكرة القدم، وهو أمر قد يكون لعب دورا في فوزهم بالمركز الثاني " منتخب هولندا نموذجا كما أن دراسات أظهرت أن المعاشرة لا تسبب التعب الجسماني للرياضي، فالمعاشرة تحرق ما بين 25 وخمسين سعرا حراريا، وهي مجهود بالنسبة للرياضيين المحترفين يُعد "صفرا على الشمال". كما أن المعاشرة قد تحمل آثارا نفسية جيدة على اللاعب، إذ أن الرياضيين يكونون عادة متوترين وقلقين للغاية في الليلة التي تسبق المباراة، والمعاشرة الزوجية قد يكون لها تأثير مريح يدفع للاسترخاء. ويستشهد جان كارلوس ميدينا، وهو المنسق الرياضي لدائرة الرياضة بمؤسسة "تكنولوجيكو دي مونتيري" بالمكسيك، بما حدث مع منتخب هولندا الذي شارك في كأس العالم لكرة القدم بالأرجنتين عام 1978، فما لا يعرفه الكثيرون أن العديد من لاعبي هولندا قد رافقتهم وقتذاك زوجاتهم إلى الأرجنتين، وهو أمر قد يكون لعب دورا في تحقيقهم المركز الثاني بالمونديال. وهذا يعني أن المعاشرة قد تحفز الأداء الرياضي لأنها ترفع مستويات هرمون التستوستيرونفي الجسم وتريح الأعصاب، وقد تكون سر فوز منتخب ما هذا العام بكأس العالم في البرازيل.