يبدو أن نادي حراء مقبل على طفرة حقيقية وهجر سنوات الجفاف العجاف التي قذفت به إلى عالم المجهول لعقود من الزمان، وذلك بعد أن بات على بعد خطوات قليلة جداً من توقيع أكبر عقد استثماري في تاريخ الأندية السعودية بمبلغ إجمالي يصل إلى ربع مليار، ستبعث في الواجهة الرياضية الثانية بمكة المكرمة (بعد الوحدة) الروح بل وتقدمه إلى ساحة الحضور الفعلي منافساً للجميع.. (النادي) استضافت الرجل الأول في حراء حامد مؤذن رئيس مجلس الإدارة الذي خاض في مغامرات عديدة لتحويل الحلم إلى واقع، وحاورته حول التفاصيل الدقيقة لصفقة مشوار المليار ريال الذي انطلق من فكرة. ما هي آخر أخبار مشروعكم الكبير لاستثمار نادي حراء؟ أخيراً، وبحمد الله، تجاوزنا العثرات التي صادفتنا، وأكملنا جميع متطلبات لائحة الاستثمار بالرئاسة العامة لرعاية الشباب، ولم يتبق سوى تعبئة المستثمر كراسة الشروط المعدة سلفاً من قبل النادي، عقب اعتماد الكروكي رسمياً عن طريق مكتب هندسي، وبهذا نكون قد دخلنا فعلياً في عالم الاستثمار الرياضي. متى سيكون توقيع العقد مع المستثمر؟ نحن الآن بانتظار كراسة الشروط من المستثمر كما ذكرت، ومن ثم سنرسل ملف الاستثمار كاملاً إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالرياض الأسبوع المقبل للحصول على الموافقة النهائية، وهي التي تخول لنا توقيع العقد رسمياً مع المستثمر. نود منك إضاءة أكثر على مشروع الاستثمار المنتظر؟ اتفقنا مع مستثمر على أن يستغل الأرض التي تعود ملكيتها لنادي حراء لصالحه بالشكل الذي يريد وفق طموحاتنا من العوائد المالية، حيث سيقوم بإنشاء منشأة تجارية كبيرة بتكلفة مادية تبلغ 110 ملايين ريال، خلال سنتين من تاريخ توقيع العقد، يتم استثمارها مدة 18 سنة، على أن تعود المنشأة بالكامل لنادي حراء بعد 20 سنة. ماذا عن المقابل المادي من هذا الاستثمار طويل المدى؟ سوف يدفع المستثمر لخزينة نادي حراء 6 ملايين و250 ألف ريال سنويا لمدة 18 سنة، بجانب أن المنشأة بالكامل كما أسلفت ستعود لنا، وهو ما يعني أننا سنحصل على نحو 250 مليون ريال إجمالي المبلغ (ربع مليار)، وللمعلومية هذا الرقم يعتبر الأعلى في تاريخ استثمار الأندية السعودية. أين سيكون المشروع؟ ومن هو المستثمر؟ المشروع سيقام في أرض يمتلكها نادي حراء بمكة المكرمة، وتحديداً بمخطط أم الكتاد الملاصق لحي الشوقية، بناءً على قرار وزاري منذ العام 1404هـ، وحالياً باتت الأرض قريبة من قلب العاصمة المقدسة بعد عمليات الهدد الحالية في المنطقة المركزية حول الحرم المكي الشريف، أما المستثمر فهي شركة المراكز العربية التي تعود ملكيتها لرجل الأعمال المعروف فواز الحكير. حدثنا أكثر عن طبيعة استثمار أرض حراء؟ مساحة أرض حراء بالكامل في أم الكتاد تبلغ 103 آلاف متر مربع، ستقوم شركة المراكز العربية باستثمار 45.700 متر مربع منها، على أن تبقى مساحة 57.300 الف متر مربع تابعة لنا، أي خارج الاستثمار، وفي المساحة الباقية سننشئ مقراً جديداً متكاملاً من منشآت وملاعب لحراء على حساب الدولة وفق الاعتماد الأخير من قبل الرئاسة بإنشاء مقرات للأندية، أما الأكيد فهو أن مقر نادي حراء سيكون أفضل من ناديي الاتحاد والأهلي وطبعاً الوحدة، وهذا الكلام ليس من باب المبالغة بل حقيقة سترى النور قريباً. وبتكلفة مالية قدرها 60 مليون ريال. ومتى سترى منشأة حراء الجديدة النور؟ خلال 3 سنوات بإذن الله سيرى الجميع نادي حراء الجديد، بعد أن اعتمد الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد طرح المناقصة في الصحيفة الرسمية أم القرى نهاية شهر ربيع الحالي. وما هو نوع الاستثمار الذي ستقوم به شركة المراكز العربية؟ (مول) كبير جداً على غرار مكة مول وهيفاء مول، وسيكون متنفسا يخدم أهالي منطقة أم الكتاد التي تعتبر في وسط مكة حالياً. كم من الوقت استغرق اعتماد استثمار أرض حراء؟ أخذ فترة طويلة جداً، نحن بدأنا منذ 13 عاماً نطرق باب المسؤولين لاعتماد المشروع، إلى أن انتهت اللجنة الوزارية من وضع لائحة تنظيم الاستثمار في الأندية الرياضية قبل 5 سنوات، وتمت موافقة الرئاسة العامة لرعاية الشباب على استثمار أرض نادي حراء بناءً على ذلك والحمد لله أن النهايات جاءت سعيدة. نادي حراء كان غائباً منذ عقود من الزمان، لماذا؟ لأنه لم يكن لدينا أي مدخولات مادية أو حتى مقر أو وسائل نقل، كنا نعاني ولا نجد من يساعدنا، وليس هناك من يدعمنا، باستثناء وقفة رجل الأعمال عبدالمعطي كعكي الذي لم يقصر معنا وقدم لنا من جيبه الخاص أموالاً جعلتنا نتنفس لفترات مختلفة، وأيضاً رجل الأعمال سامي كعكي، على الرغم من أن حراء يقوم بخدمة كبيرة لأبناء مكة المكرمة، إضافة إلى أننا متفوقون في الألعاب المختلفة على مستوى المملكة. هناك من يتهم حامد مؤذن بأنه يبيع نجوم حراء للأندية الأخرى؟ هذا واقع أنا اعترف به ويمكن أن تسميه سياسة النادي، نحن نبيع نجومنا في كرة القدم فقط لنصرف على الأجهزة الفنية والألعاب في حراء، لأننا دون بيع عقود لاعبينا لا يمكن أن نصرف على النادي، المسألة مكلفة جداً ومرهقة لأبعد الحدود، ولم يغادرنا من الألعاب المختلفة إلا عيسى مجرشي بطل العرب في الجودو صوب نادي الوحدة تحت ظروف خاصة أيضاً تتمحور في العجز المالي. ثمة من يعتبر حراء فرعا للنادي الأهلي بدليل أن معظم نجومكم اتجهوا إليه، كيف تعلق؟ السبب أن النادي الأهلي هو الوحيد الذي يدفع (كاش) ودون مماطلة أو تسويف، وأنا هنا أشكرهم على صدقهم معنا، بعكس الآخرين من الأندية الكبار الذين يريدون أن يأخذوا لاعبينا بـ(بلاش)، دون ذكر مسميات. هل يمكن أن تعدد لنا أبرز لاعبي حراء الذين غادروه لأندية أخرى؟ كثيرون جداً، تخيل أنهم يصلون إلى 40 لاعباً خرجوا جميعهم من مدرسة حراء صوب أندية الصفوة وأندية الأضواء، منهم سلمان المؤشر وياسر الفهمي وريان الموسى وأحمد معتوق وهتان معتوق، وهناك عبدالخالق برناوي، وكامل مؤذن، ومحمد علي برناوي، وياسين برناوي، وسامي بشير وسعود المحمودي، وفيصل المالكي، وآخرون. حامد مؤذن متهم بعدم سعيه لتصعيد حراء من الدرجة الثالثة، كيف ترد؟ هي حقيقة وليس اتهاما، لأن صعودنا يعني دفع مبالغ طائلة، ونحن ليس لدينا أموال، لذلك فقد أجلنا الصعود لحين الانتهاء من المناقصة، ومتى ما بدأنا مشروعاتنا سنصعد. متى يمكن أن يصعد فريق كرة القدم من سباته، بعد الاستثمار؟ بعد الاستثمار بسنة سنصعد مباشرة إلى الثانية ثم الأولى، وإذا لم يحدث سأقدم استقالتي. هل استفاد حراء من جيرة نادي الوحدة؟ للأسف لم تكن هناك استفادة حقيقية، ولم يقدر الوحداويون حقوق الجيرة، لكن للأمانة نادي الوحدة هو الآخر يعاني مادياً ولا يجد من يدعمه. مستقبل حراء.. كيف تراه ختاماً؟ مشرق بإذن الله.. نادي حراء مقبل على نقلة ضخمة في كل شيء، وسيكون له دخل مالي ثابت، يقيه الحاجة، وأنا أرى أن حراء سيكون سادس الكبار بعد أندية القمة النصر والهلال والاهلي والاتحاد والشباب، وقريباً سيكون لنا موقع بارز في خارطة المميزين، وأحب أن أشير إلى أننا حالياً ننافس في ألعاب التايكوندو والجودو والكاراتيه والاسكواش على المركز الأول على مستوى المملكة، كما حققنا المركز الثاني في 3 ألعاب، منها الموسم الماضي، والأول في التايكوندو، فيما تنافس كرة اليد بدرجاتها الثلاث للصعود إلى الدوري الممتاز.