ساد التوتر مدينة الرمادي أمس في أعقاب قتل عناصر من «الحشد الشعبي» شخصين، بعد اعتقالهما. وتظاهر العشرات من العشائر تنديداً بالحادث وهددوا بوقف التعاون في محاربة تنظيم «داعش». ويدور جدل بين المسؤولين المحليين والعشائر في الأنبار حول السماح للفصائل الشيعية المنضوية في «الحشد الشعبي» بالدخول الى المحافظة والمشاركة في العمليات العسكرية ضد «داعش». لكن بعض العشائر رحبت بذلك. وقال مجيد الدليمي، وهو أحد شيوخ الرمادي في اتصال مع «الحياة» امس إن «العشرات من ابناء عشريتي نظموا تظاهرة أمام مبنى قيادة عمليات الأنبار بعد قتل اثنين من ابناء العشيرة على يد عناصر من الحشد الشعبي». وأضاف إن «القتيلين اعتقلا احترازياً خلال عملية عسكرية للقوات الأمنية قبل ساعات من قتلهما، وفوجئنا بمصيرهما الشنيع، وحتى لو كانا مطلوبين فلماذا يتم قتلهما بهذه الطريقة الوحشية بطعنهم بالحراب». وأشار الى أن عدداً من ممثلي التظاهرة التقوا قيادة العلميات في الأنبار ومسؤولين محليين فأكدوا لنا «اعتقال المتورط بقتلهما ولكننا استغربنا اعتقال شخص واحد بينما الحادثة تشير الى تورط أكثر من واحد». إلى ذلك، قال شعلان النمراوي، وهو أحد شيوخ عشائر الأنبار لـ «الحياة» إن «جهات سياسية تسعى إلى وضع المحافظة بين طرفي كماشة، اما التعرض لجحيم داعش او القبول بقوات الحشد الشعبي لمحاربة التنظيم». وأضاف إن «هذه الجهات ترفض تسليح العشائر، بحجة عدم الثقة بها بينما اثبت الكثير منها في الرمادي وحديثة والبغدادي انها تقاتل ببسالة ضد التنظيم ولولاها لما استطاع الجيش الصمود فيها». ويشارك المئات من ابناء العشائر القوات الأمنية في صد هجمات تتعرض لها الرمادي وحديثة والبغدادي منذ أسابيع. ميدانياً، أفاد مصدر في عمليات الأنبار أن طائرات الجيش قصفت امس مقراً لـ «داعش» في حي المعلمين وسط قضاء راوة، ما أسفر عن قتل «الأمير» العسكري للتنظيم المدعو محمد الهيتي وأربعة من مساعديه. وأضاف أن الغارة الجوية «دمرت تسع عربات كان يستخدمها عناصر التنظيم في تنفيذ الهجمات ضد القوات الأمنية». وقال شهود عيان إن عناصر من «داعش» فجروا امس مبنى دائرة الأنواء الجوية والرصد على الحدود بين العراق وسورية في قضاء القائم بعبوات ناسفة زرعت في محيطه وداخله، ما أسفر عن تدميره بالكامل من دون وقوع خسائر بشرية كونه كان خالياً من الموظفين. وأضافوا أن عناصر التنظيم استولوا على كل المباني والمؤسسات الحكومية في قضاء القائم وأزالوا الحواجز وأبراج المراقبة. وفي صلاح الدين، اعلنت «قيادة العلميات» إن القوات الأمنية تمكنت من السيطرة على طريق استراتيجي يربط جنوب المحافظة بمدينة بيجي بعد معارك استمرت ثلاثة أيام.