وثّقت الإدارة الأهلاوية علاقتها بجماهيرها عبر سلسلة من الصفقات الفنية صيفاً، غير أن حرارة كل ذلك العمل تجمد على يدي نفس الإدارة في فصل الشتاء. ولقد قدم الأهلاويون ميدالية حب لفريقهم فطوقوا بها جيد الأخضر، مستشهدين بالمستويات الفنية للفريق التي جعلت منه منافساً لا يقبل الخسارة، ويحتل المركز الثاني على بُعد 5 نقاط من صاحب المركز الأول. عبد الله الشهيل القيمة الفنية والتجربة الميدانية الثرية، وقبل هذا وذاك الحاجة الماسة إلى ظهير أيمن خارج حسابات الأهلاويين، مع أن أخبارا مؤكدة تقول إن اللاعب كان ميالاً إلى الطرف الأخضر لاعتبارات -لا يسع المقام لذكرها- أصبح في عرين النمور والسبب «ريمة وعادتها القديمة» (الجهاز الفني والإداري). كما نحترم الأهلاويين ونقدر نظرتهم للأمور، إلا أن الصواب رحل عنهم في خطب ود لاعب يحتاجه الفريق. وفي توقيت مهم وحيوي، ارتكبت الإدارة الخضراء أفدح أخطائها بقيادة الأمير فهد بن خالد، من خلال التفريط في التجديد مع الكابتن سعيد المولد، الذي نتج عنه تعليق اللاعب وفقدان الأهلاويين لركيزة مهمة في الطرف الأيمن، في حين لا أحد يستطيع أن ينقل إلى المدرج المؤثر رؤية العجوز السويسري حول إبقاء الخانة دون اسم أو اثنين، في ظل عدم قناعته بمستوى اللاعب السعودي أمير الكردي فلسفة سويسرية ليس إلا وقرارات داخلية غير مفهومة، وربما ظروف مادية أجهزت على فرصة فنية ثمينة كانت كفيلة بدعم الفريق. انتظرتُ شخصياً قُبيل إغلاق فترة التسجيل بليلة رسالة من مركز سمو الأمير فيصل بن تركي، فإذا بها تأتي من المركز الإعلامي الاتحادي لتقول للأهلاويين اللاعب اتحادي وبلغة المال. أحترم اللاعب المجتهد عقيل بلغيث وقبله إدارة الأهلي وقبلهم السويسري. لكن الخاصرة الخضراء ستكون مرتعاً لطعنات المنافسين. صفقة الشهيل وقبلها سعيد المولد تغنى بها الاتحاديون كثيراً لأن الحصول عليها كان أمراً صعباً، وأحجم الأهلاويون عن الحديث ولسان حالهم يتساءل، أين غابت روح العمل الإداري الصيفي الذي ملأ الأرجاء؟ معادلة توقيع الاتحاد مع الشهيل وخروج الأهلاويين من الصفقة، موضوع ضم في عناصره حاجة الفريقين على مستوى الظهير الأيمن، وضيق ذات اليد الصفراء وبحبوحة العيش الخضراء، وجاء ناتجها اتحادياً، فهل فهم الأهلاويون الدرس؟