×
محافظة المنطقة الشرقية

انخفاض مخالفات شركات العمرة %30

صورة الخبر

بكلّ أسف تتصدّر دول إسلاميّة عدة قوائم الدول غير المستقرة سياسيّا منذ عقود. وفي أحدث تقارير الدول غير الآمنة نجد أكثر من 20 دولة إسلاميّة أو دولة ذات غالبيّة مسلمة تتصدر القوائم. ولو طالعت أحدث تصنيفات وقوائم مقاييس عدم الاستقرار وضعف الأمن والسلم الاجتماعي لوجدت الحال تتكرر؛ إذ تأتي الصومال وأفغانستان في مقدمة الدول الإسلاميّة تليهما جمهوريّة السودان ثم العراق تم تتابع الدول الإسلاميّة الأخرى: باكستان، سورية، ليبيا، لبنان، تشاد، نيجيريا، النيجر وغيرها. وفي قوائم المخاطر العالية الحديثة تتقدّم اليمن ومصر وتونس مقرونة بتحذيرات واضحة للسيّاح والمستثمرين وبالطبع لا تبتعد حسابات السياسيين هنا. وحين تتأمل في القواسم المشتركة لتدنّي مستويات تصنيفات الاستقرار في معظم هذه الدول تجد التناحر على السلطة، والفساد وضعف الموارد والارتهان للقوى المتحكمة في توازنات أجناس هذه الشعوب وتناقضات العقائد والعرقيات. وبالطبع المسرح مفتوح لتقاطع المصالح الدوليّة التي سبق وأشعلت عشرات الحروب مخلفة قرابة 120 مليون قتيل في القرن العشرين المنصرم. في العالم الإسلامي أينما اتجهت تجد الحال السياسية ويستتبعها الأمني والمعيشي اليوم بين هدوء حذر، أو صراع مستعرّ، وقليلون بينهم آمنون متصالحون مع واقعهم وما حولهم. ابسط الخريطة العربيّة ثم استكمل النظر في الخريطة الإسلاميّة وتأمل حال (22) دولة عضواً في جامعة الدول العربيّة أو (57) دولة عضواً في منظمة التعاون الإسلامي وافحص عوامل الاستقرار والقوة ومؤشرات التهديد والضعف وستجد أن الوضع تاريخيا مأساويا. ولا مبادرات حلول في الأفق. والإشكال هنا قديم فمنذ ما بعد الحرب الغربيّة الثانية باتت كثير من الدول العربيّة والإسلاميّة الأقل نموا والأضعف كفاءات في إدارة الدولة تعيش سلسلة من المؤامرات والانقلابات والثورات المدعومة من كل مستغل في الداخل أو مستعمر جديد في الخارج. وعلى أحلام البسطاء وأنّات الفقراء والمرضى لم تتغيّر الشعارات بتغيّر الوجوه التي تاجرت بكل ثمين في الماضي والمستقبل. نعم لم تتحرّر فلسطين لمن وعدوا ان تكون ثورتهم لتحريرها، ولم تنشأ تنمية وتقدم لمن رفعوا شعار العلم والعمل، لم يتّحد العرب والمسلمون كما صاحت الحناجر والنتيجة الواضحة كانت سرقة الحلم والأمل وتحويل الواقع العربي الإسلامي إلى تناحر فرق وصراع كراسي ويأس شعوب. ترى هل يعيد التاريخ الدموي نفسه بأسماء جديدة في عالم اليوم؟ لنتأمل الماضي والحاضر!! لقد عانت سورية من 9 انقلابات منذ استقلالها، وواجهت مصر 3 انقلابات أو شبه انقلابات، وموريتانيا تصدّرت بحوالي 14 انقلابا ة، أمّا السودانيون فعاشوا أحداث 11 انقلابا ومحاولة انقلاب منذ عام 1985، ولا ننس اليمن السعيد الذي حظي بأكثر من 6 انقلابات أما بلاد الرافدين فلم تستقر الحال بها منذ "كربلاء" الخيانة، وفي القرن العشرين وحده واجه العراق اكثر من 8 انقلابات معلنة. اللهمّ في رمضان اكشف الغمّة عن هذه الأمّة. *مسارات قال ومضى: لا تطلب عدلاً ممن ضيّع "رأس الحكمة".