أكد خبراء اقتصاديون أن العاملين في ظروف البرد القارس وفي المناطق الباردة في المملكة مثل الوسطى والشمالية والشمالية الشرقية، يجب أن يتم تنسيق أوقات عملهم لاسيما الذين يعملون في الشوارع، كما يجب أن يتوفر لهم الملابس الملائمة لفصل الشتاء، ولابد أن يكون لهم قانون يحميهم من البرد أسوة بقرار العمل الذي اتخذ لمن يعملون تحت أشعة الشمس المحرقة. وأكدوا أن المسؤولين في وزارة التربية والتعليم أخروا الدوام المدرسي في بعض المناطق إلى التاسعة صباحا. في البداية قال الخبير الاقتصادي فضل البوعينين فيما يتعلق بالعمل تحت وطأة البرد القارس: «هناك نقاط مهمة يجب الحديث عنها ومنها ما يطلق عليها كسوة الشتاء للعاملين، وهذا أصبح أمرا مهما للغاية، بحيث تصر وزارة العمل على أقل تقدير على رب العمل لتقديمها للعمالة حماية لهم من شدة البرودة وإن كانت من متطلبات الوزارة، كما أنه من المفترض أن تكون هذه الأعمال على أساس التراحم. وفيما يتعلق بقرار محدد في فصل الشتاء قال: نود أن يكون هناك تنسيق فقط للعمل في مثل هذه الأوقات، لأن الشتاء لدينا غير مفهوم وتكون درجات الحرارة مفاجأة، ويجب على رب العمل أن تكون لديه الرحمة لمتغيرات الأجواء الباردة، وإن كان هناك برد قارس في بعض الأيام من الطبيعي أن يؤخر بدء العمل إلى الثامنة أو التاسعة صباحا حتى ترتفع درجة الحرارة نسبيا، وعلى غرار ما فعلته وزارة التربية والتعليم بتأخير مواعيد الدراسة في بعض المناطق الشمالية للمملكة، أرى أن تكون مثلها في وزارة العمل، وأضاف البوعينين، أن التنظيمات التي تحمي صحة العمال بمختلف جنسياتهم يجب أن تكون ضمن أولويات عدد من الجهات الرسمية وتحديدا وزارة العمل وأرباب العمل، ليعيشوا حياة كريمة». وعن التأثيرات الاقتصادية، أكد البوعينين أنه لا يوجد أضرار من تأخير العمال لعملهم ساعة أو ساعتين نهارا، لأن السلامة للعامل هي الأهم. من جهته أكد تيسير المفرج متحدث وزارة العمل لـ»المدينة» أنه يوجد قرار بهذا الشأن وأنه إذا كان العمل يؤدى في الأماكن المكشوفة يجب على صاحب العمل في الظروف المناخية القاسية أثناء هطول الأمطار أو الثلوج اتخاذ الاحتياطات اللازمة وتوفير وسائل الوقاية، بما في ذلك تزويد العاملين بالملابس الملائمة الكفيلة بحمايتهم من الأخطار الناجمة عنها. وأضاف، كما أن هناك عقوبات بحق المنشأة المخالفة لهذا القرار منها الغرامة المالية أو وقف الاستقدام لفترة في حال عدم توفير ملابس شتوية تقي من البرد أو ملابس مخصصة للوقاية من الأمطار أثناء العمل، بحيث تعد تلك مخالفة صريحة على صاحب العمل. من جهته أكد سعيد عبدالغني مدير شركة مقاولات أن المسؤولين في شركته حريصون كل الحرص على العمالة وعلى صحتهم البدنية، لأنه مهما يكن العامل فهو إنسان، وبالتالي كلما تم توفير احتياجاته فسيكون نتيجة عملهم أفضل وأدق أيا كانت طبيعة العمل وفي أي طقس. من جهته حذر مصدر مطلع بالجمعية الوطنية لحقوق الإنسان عبر «المدينة» من تشغيل أو استغلال العمالة في أوقات عمل غير مناسبة كالبرودة الشديدة في بعض مناطق المملكة، وكما أصبح للعمل في فترة الصيف أوقات محددة يجب أن تكون كذلك في فصل الشتاء وتحديدا المناطق التي تكون فيها درجة الحرارة أقل من الصفر المئوية. وقال المصدر: رأينا بعض الجهات الحكومية تغير في أوقات الدوام الرسمي، وهذا أمر جيد، كما أنه لابد من قرارات لوزارة العمل تكون محكومة بتوجيهات صارمة على أرباب العمل وأن يكون هناك إلزام لهم بتقديم كل ماهو في صالح العمال، موضحا أنه يفترض على من يشغل مثل هذه العمالة أو من لديه مسؤولية عن إسكانهم أن يوفر لهم ظروف الحياة المناسبة، ومن ضمنها توفير الكسوة والفرش التي تقيهم البرد القارس، أو أن تقوم وزارة العمل على الأقل بدورها بتوجيه أرباب العمل في تلك المناطق ( الباردة جدا ) حفاظا على صحة العمال وألا تهمل هذا الأمر، لأن الأمر يتعلق بحقوق الإنسان.