خرج الشعب اليمني أمس السبت في مظاهرات حاشدة، رفضًا لانقلاب جماعة الحوثيين على الشرعية الدستورية في البلد والاستيلاء على السلطة بالقوة العسكرية، فيما قتل عشرات الحوثيين المسلحين في مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء، جنوب العاصمة صنعاء، في تفجير طقمين عسكريين تابعين للجماعة، في اشتباكات عنيفة دارت بين مسلحين قبليين ومسلحين حوثيين مدعومين بقوات اللواء (139) المرابط في المنطقة، واتهمت قبائل المنطقة بخيانة قام بها بعض مشائخ آل غنيم والسواد بتنسيق مع قائد اللواء 139 العميد أحمد عبدالولي الذهب والذي ينتمي إلى منطقة قيفه وأحد المقربين من الرئيس السابق(صالح). وأعلنت السلطة المحلية في محافظة حضرموت رفض الإعلان الدستوري الذي أصدره الحوثي، وأكدت عدم العمل به وقطع التواصل مع صنعاء، وذلك عقب رفض قبائل مأرب والبيضاء والسلطات المحلية في محافظة عدن، كبرى مدن الجنوب، عقب رفض قبائل مأرب للإعلان، وسط دعوات للتظاهر في مختلف المحافظات اليمنية رفضًا لما يسمى بالإعلان الدستوري الحوثي. وفيما خرج المؤتمر عن صمته ورفض الانقلاب قامت اللجان الحوثية باختطاف وزير الدفاع اللواء الصبيحي الذي رفض التعامل معهم، وأعد الحوثيون خطة لقمع المظاهرات وتنفيذ حملة اعتقالات للمناهضين، من جهته وصف الحزبان «الناصري» و»البعث»: الإعلان بأنه انقلاب مكتمل الأركان واعتبر رئيس الوزراء اليمني الأسبق، الدكتور حسن محمد مكي، ما أقدمت عليه جماعة الحوثيين بأنه انقلاب على الدستور وليس إعلانًا دستوريًا.. مؤكدًا أن الحوثيين أصدروا بيان الانقلاب رقم (1)، وعليهم أن يتحملوا مسؤولية ذلك تجاه هذا الانقلاب، وقال الدكتور حسن مكي لـ»المدينة»: إنه سيظل متفائلاً بأن يصلح اليمن حتى يموت رغم كل الأحداث والمخاطر التي تعصف بالبلد ولن ييأس من ذلك.. مشيرًا إلى أن الحوثيين أصدروا أمس البيان رقم (1) فهو انقلاب دون شك وليس إعلانًا دستوريًا. إلى ذلك قالت مصادر لـ»المدينة»: إن مسلحين حوثيين تدعمهم قوات اللواء 139 حاولوا التقدم نحو محافظة مارب من اتجاه البيضاء لكنهم واجهوا مقاومة عنيفة من المقاتلين الذين كبدوهم خسائر كبيرة في العتاد العسكري وسقط عشرات القتلى والجرحى في الاشتباكات التي يقودها قائد اللواء 139 بعد استعانته بمسلحين من الحوثيين من مدينة رداع إلى هذه المنطقة، للبحث عن عناصر من تنظيم «القاعدة»، حسب ما يقول الحوثيون، إلا أن مسلّحي القبائل تصدوا لهذه الحملة. ونجحوا في دحرهم من مديرية الطفة السماع. وأصيب شخصان في انفجار عبوة ناسفة، صباح أمس السبت، في محيط القصر الجمهوري الواقع بمنطقة التحرير وسط العاصمة صنعاء، رفضت المحافظات الجنوبية (عدن، أبين، شبوة، حضرموت، لحج، الضالع، تعز، مأرب، البيضاء) الانقلاب الذي قامت به جماعة الحوثي واستيلاءها على السلطة بالقوة، معلنة رفضها التعامل مع سلطات الانقلاب في صنعاء، وعدم الاعتراف بها، وأنها لن تتعامل مع أية توجيهات تأتيها من سلطات المركز في صنعاء. وأصدرت ما يسمى باللجان الثورية التابعة لجماعة الحوثي، أمس، عددًا من القرارات، قضي القرار الأول بتكليف اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة القيام بعمل وزير الدفاع إلى حين تشكيل الحكومة، كما كلفت اللواء جلال الرويشان- وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة- القيام بأعمال وزير الداخلية، وقضي القرار الثاني بتشكيل اللجنة الأمنية العليا من 17 عضوًا، برئاسة اللواء محمود الصبيحي، إلا أن الأخير رفض ترؤس اجتماع للجنة، فقررت جماعة الحوثي اختطافه، وعلمت «المدينة» أن اللواء محمود الصبيحي قد اختطفته جماعة الحوثيين مساء الجمعة بعد رفضه ترؤس اجتماع للجنة الأمنية التي شكلها رئيس ما يسمى باللجان الثورية التابعة للانقلاب الحوثي، وأكدت المصادر، أن الصبيحي لم يعد إلى منزله بعد أخذه بالقوة الى حضور ما يسمى بالإعلان الدستوري الانقلابي للحوثيين. وقال موقع أنصار الله التابع للحوثيين أن اللجنة الثورية، كلفت وزير الدفاع المستقيل محمود الصبيحي بأعمال وزارة الدفاع ورئيس اللجنة الأمنية العليا ووزير الداخلية المستقيل واللواء الركن جلال الرويشان، قائم بأعمال وزير الداخلية، وفي وقت سابق قال الناطق باسم وزير الدفاع المستقيل: إن اللواء محمود سالم الصبيحي اقتيد بالقوة لحضور إصدار الإعلان الدستوري، وكشفت مصادر مطلعة داخل جماعة الحوثيين أن اللجان الثورية التابعة للجماعة وضعت جملة من الإجراءات التعسفية لمواجهات الثورة والاحتجاجات الرافضة للانقلاب والمتمثلة بحملة اعتقالات للسياسيين والصحفيين والنشطاء الحقوقيين والمتظاهرين.. مشيرًا إلى أن الجماعة أقرت حالة الطوارئ غير معلنة لقمع المظاهرات وإسكات الأصوات الرافضة للانقلاب، وقالت المصادر: إن الجماعة وضعت قائمة أولية بأسماء من السياسيين والصحفيين والنشطاء الذين يجب أن يتم اعتقالهم لترهيب المظاهرات والاحتجاجات التي يشهدها الشارع اليمني الرافض لانقلاب الجماعة على المؤسسات الدستورية في البلد، وشهدت العاصمة صنعاء والمدن اليمنية مظاهرات ومسيرات حاشدة؛ رفضًا للانقلاب الحوثي على المؤسسات الدستورية. وقمعت جماعة الحوثي مظاهرة في العاصمة صنعاء بالرصاص الحي، ومنعت لصحفيين والمصورين من تغطية المظاهرة الاحتجاجية الرافضة في ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، بالإضافة إلى اعتقالها عدد من الصحفيين والإعلاميين والنشطاء، وصادرت مليشيات الحوثي وسائل التصوير من كاميرات وتليفونات النشطاء والإعلاميين، وعلى مستوى ردود الأفعال السياسية المحلية، وصف قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني الأسبق (صالح) حالة البلد بعد انقلاب جماعة الحوثي بـ»السوداء»، وقال القيادي المؤتمري لـ»المدينة»: إن المؤتمر الشعبي العام يرفض الانقلاب على المؤسسات الدستورية.. مؤكدًا أن اللجنة العامة (المكتب السياسي) للحزب ستعقد مساء اليوم -أمس السبت- اجتماعًا سيصدر عنه بيان شديد اللهجة يرفض فيه انقلاب جماعة الحوثي على المؤسسات الدستورية.