قسم المتابعة الإعلامية بي بي سي أولت بعض الصحف العربية اهتماماً بالتطورات الأخيرة في اليمن بعدما أعلنت حركة أنصار الله الحوثية الجمعة ما وصفته بـ الإعلان الدستوري لتنظيم قواعد الحكم خلال المرحلة الانتقالية، حلت بموجبه البرلمان اليمني وشكلت مجلساً رئاسياً يتولى إدارة شؤون البلاد في مرحلة انتقالية لم تحدد مدتها. وينص الإعلان على استبدال مجلس وطني انتقالي من 551 عضوا بالبرلمان الحالي على أن تشكل اللجنة الثورية، التي يسيطر عليها الحوثيون. وسينتخب المجلس الوطني الانتقالي خمسة أشخاص يشكلون مجلساً رئاسياً لتولي مهام رئاسة الجمهورية، على أن تصادق على انتخابهم اللجنة الثورية، وذلك فقا للإعلان. وجاءت الإجراءات التي أعلنها الحوثيون بعد أن منحوا الأحزاب السياسية مهلة للتوصل إلى اتفاق انتهت الأربعاء الماضي. وكان مجلس الأمن الدولي قد لوّح بـاتخاذ خطوات إضافية إذا لم تستأنف فوراً المباحثات بين أطراف الأزمة اليمنية، فيما اعتبرت سيطرة الحوثيين على مقاليد الحكم في البلاد بأنها مخالفة لمبدأ الإجماع الوطني لحل الأزمة. انقلاب على الجن تصدرت هذه التطورات صدر صحيفة الثورة اليمنية الموالية للحكومة، التي حملت عنوانا رئيساً يقول: اللجنة الثورية تصدر إعلانا دستوريا لتنظيم قواعد الحكم خلال المرحلة الانتقالية، كما حملت العناوين الفرعية المبادئ التي ينص عليها الإعلان الدستوري وصورة كبيرة للمشاركين في المؤتمر الذي عقد في القصر الجمهوري وأعلن فيه عن الإجراءات الأخيرة. ويدافع عباس السيد من الصحيفة نفسها عن هذا الإعلان الدستوري وعمن قاموا به، قائلاً يمنيون ينتمون إلى هذا الوطن، وعلينا أن لا نسرف في التأويل والتخوين والتشكيك. وقد استشهد الكاتب بما قاله الرئيس عبد ربه منصور هادي بأنه لم يتسلم سوى العلم، وبما شكا منه كذلك رئيس الوزراء الأسبق محمد سالم باسندوره في استقالته من تفرد رئيس الجمهورية وعدم إشراكه وحكومته في اتخاذ القرار، متسائلا: إِذاً، من الذي كان يحكم الجمهورية اليمنية خلال السنوات الثلاث الماضية؟... فهل هو وضع سوي أو طبيعي؟ ألا يستحق مثل هذا الوضع التصحيح؟ وهل يمكن لنا أن نصف عملية تصحيح تلك الأوضاع بأنها انقلاب؟ ويضيف الكاتب: نعم، قد نسمِّي ما حدث انقلاباً، و لكنه انقلاب على الجن الذين كانوا يتحكمون بالسلطة وليس على سلطة لا تعلم شيئاً ممَّا يجري. في مثل هذه الأوضاع، يصبح التوقف عند هوية الجماعة أو التيار الذي حمل على عاتقه مسؤولية التصحيح، مضيعةً للوقت ووقوفاً مع سلطة الجن وانحيازاً للفراغ والمجهول. فيما حملت صحيفة الوفاق الإيرانية تقريراً عن التجمات التي دعت إليها اللجنة الثورية العليا السبت في صنعاء ومدن أخرى أبرزت فيه ما سمته احتفالات جرت مساء الجمعة في صنعاء والعديد من المدن اليمنية بعد اعلان البيان الدستوري فيما جرت بعض المظاهرات المناهضة للإعلان. انتحار سياسي انتقدت صحيفة الراية القطرية في افتتاحيتها ما حدث في اليمن، قائلة إنه اغتصاب للسلطة الشرعية القائمة من رئيس جمهورية ومجلس وزراء ومصادرة لإرادة الشعب اليمني، واصفة إيّاه بأنه عمل هستيري، واستهتار بالغ بتاريخ اليمن وقتل إرادة الشعب الذي قام بثورة شهد العالم له خلالها بالوطنية وجاء الحوثيون ليدفنوا ما تبقى من هذه الثورة من خلال هذا الإعلان الذي يتحملون عواقبه حيث سيقودون اليمن إلى مستنقع عدم الاستقرار السياسي والأمني وربما التفتيت إلى دويلات يقاتل بعضها بعضًا خاصة في ظل الرفض الشعبي والمناطقي الواسع لهذه القرارات المعيبة. وأضافت الافتتاحية: إن المطلوب ليس من اليمنيين فقط وإنما من المجتمع الدولي العمل بشكل عاجل من أجل منع انزلاق اليمن نحو الهاوية والحرب الأهلية والتمزق والتفتت بإلزام الحوثيين التخلي عن محاولاتهم المستميتة للسيطرة على الدولة اليمنية بقرارات غير دستورية ولا شرعية بعدما سيطروا على مؤسسات الدولة السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية وإن التهاون في مواجهتهم بل ومهادنتهم أمر سيقود إلى عواقب وخيمة ليس على اليمن فقط وإنما على المنطقة بأجمعها. وقد عنونت صحيفة عكاظ السعودية تقريرها عن هذه التطورات قائلة: الحوثيون يشرعنون انقلابهم بالسلاح ويقودون اليمن إلى حرب أهلية. وفي تقرير آخر تحت عنوان اليمن ينتفض ضد الحوثي ويعلن رفضه الانقلاب على الشرعية، ركزت الصحيفة على المحافظات اليمنية الرافضة للحوثيين وأبرزت أصوات المحللين وكذلك القيادات القبلية والسياسية الرافضة. وعنونت صحيفة الرياض السعودية تقريرها عن التطورات اليمنية قائلة: الحوثيون يستكملون الانقلاب بإعلان دستوري مدته عامان. ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن إقدام المليشيات الانقلابية الحوثية على اعلان دستوري والتفرد بهذا القرار المصيري يعد بمثابة انتحار سياسي غير مسبوق تقدم علية الجماعة.