مازال هاجس إعادة المنتخبات الوطنية السعودية إلى واجهة الإنجازات مقلقا لكل عشاق الأخضر، بعد موجة الانتكاسات التي منيت بها في العقد الأخير والحالة غير الجدية لها على المستويات الفنية والبدنية والإدارية، ورغم بارقة الأمل التي بعثها أخضرنا الأولمبي بفوزه ببطولة الخليج مؤخرا ومن بعده الإنجازات الجيدة لصغار الأخضر في مهرجان البراعم، إلا أن المخاوف مازالت قائمة حول قدرة المنتخب الوطني على استعادة هيبته ومكانته، وحول الكيفية التي سيتم من خلالها إنعاش الأخضر من جديد. يقول الدكتور عبدالرحمن الصايغ صاحب فكرة المشروع الوطني لصناعة نجوم كرة القدم المبني على نظرية تمكين الموهبة مقترحه لـ «عكاظ»، حول تدريب المنتخب المتمثل في ضرورة وجود فريق عمل فني وطني منتقى بعناية لتدريبه، بعد حصول المنتخب الأولمبي على بطولة الخليج مؤخرا وبعد الكثير من شواهد تحقيق المدربين الوطنيين لإنجازات يمكنني القول إنه: لكي يعود المنتخب السعودي إلى التألق أسيويا وعالميا - وفي ظل الأوضاع العامة للعبة كرة القدم في المملكة - نحتاج إلى ما يسمى مرحلة انتقالية تتراوح ما بين العامين و3 أعوام مع أنه من الجيد جلب مدرب أجنبي كبير للإمساك بالملف الفني للمنتخب السعودي الأول، فكلما جئت بمدرب عالمي يحمل سيرة ذاتية مليئة بالخبرات والإنجازات الحقيقية لا الورقية كان ذلك أفضل لجهة نقل خبراته والاستفادة من حسه التدريبي في المنافسات الدولية. لكن هذا المدرب الحلم الذي لم نهتدِ إليه منذ عشرين سنة تقريبا يحتاج إلى شيء معين أصبح الآن من السهل جدا أن يستنتجه أبسط مشجع أو متابع رياضي. وهو بكل بساطة أن يجد المدرب العالمي أمامه مجموعة لاعبين محترفين دوليين مكتملي التهيئة الاحترافية (جسمانيا، بدنيا، لياقيا، مهاريا، تكتيكيا، شخصيا، نفسيا) بحيث يكونون هم صفوة الصفوة بين لاعبي الدولة المحترفين في أي مكان وليس فقط لاعبي الدوري المحلي. وبحيث يعبر وجود هؤلاء النخبة عن مستوى تقدم اللعبة في البلد. هذا المطلب في الواقع ليس موجودا في الوقت الحالي، ولا يمكن إيجاده من خلال مدرب عالمي، ولن يقوم أي مدرب عالمي بأداء هذه المهمة أبدا حتى وإن أمضينا عقدين من الزمن آخرين نبحث عن أفخر مدرب عالمي أنتجته الكرة الأرضية، هناك فجوة أصبح من الميسور جدا ملاحظتها لمن يريد ويستطيع الملاحظة. وهي باختصار المسافة الفارغة الفارقة بين قدرات مدرب عالمي يمكن أن يتولى تدريب منتخب دولة لها تاريخ رياضي معتبر، وبين وضعية قدرات وإمكانات المجموعة التي يكلف بتدريبها كمنتخب سواء كانت من اختياره أو غير ذلك، الحديث هنا عن الإمكانات بالمجمل ولا يعني هذا عدم وجود خامات جيدة وقادرة في المنتخب على مر السنوات الماضية. ولا يعني التقليل من استعدادات اللاعبين الممثلين الآن للمنتخب، لكن هذا واقعنا وعلينا الاعتراف به إذا أردنا الخروج من هذه الدوامة، ولقد صرح كوزمين إعلاميا بما يشير إلى هذا المعنى وهو مدرب عالمي كلنا مقتنعون به، حيث قال بكل صراحة (لم يستوعبوني). هذه الفجوة مسؤوليتنا نحن ولا يتحملها المدرب الأجنبي، ولن يعود المنتخب إلى هويته السابقة وهيبته الدولية، بدون ردم هذه الفجوة، وردمها مهمتنا نحن وليست مهمة المدرب العالمي المنتظر، فلننتظره ولينتظرنا حتى نردم نحن هذه الفجوة. وبالانتقال إلى فكرة الفترة الانتقالية التي أتحدث عنها وناديت بها منذ عامين كاملين. معالجة فعالة تتلخص عملية ردم الهوة المذكورة في معالجة واعية ودقيقة في عمل دؤوب لمدة عامين إلى 3 أعوام وذلك باستقطاب كفاءات وطنية للعمل على استعادة هوية المنتخب الأمر يحتاج إلى بذل الكثير من الجهد الواعي المركز، الذي يتطلب في البداية تشكيل فريق عمل فني وطني وأؤكد على (وطني)، فريق عمل منتقى بعناية للقيام بهذه المهمة - بمتطلباتها وتفاصيلها - والذي يلزمه التركيز على عدة نواح فنية ونفسية وثقافية وتثقيفية. وقد تم اقتراح 7 أسماء مع المسوغات لوجودها حيث يقوم كل اسم بأدوار معينة ومتكاملة مع الجميع بمن فيهم مدرب أولمبي وصولا إلى مدرب فئة الشباب، ويكون عملهم متواصلا غير متقطع مع تهيئة كافة ما يحتاجونه، حيث ينفذون خطة قصيرة المدى متصلة إلى عمل استراتيجي فني كبير على المدى المتوسط والبعيد. وفي الأسطر التالية 10 نقاط مختصرة جدا لما يمكن أن يقوم به فريق العمل السعودي ولن يقوم به أي مدرب أجنبي على الوجه المطلوب مهما كان خبيرا ومهما كان مخلصا: 1 -إعادة الروح إلى لاعبي المنتخب. 2 - تعزيز وتنمية الإحساس بالمسؤولية الوطنية لدى اللاعبين إلى درجات فائقة. 3 - العمل على ردم الهوة بمعالجة نواحي القصور الفني لدى لاعبي المنتخب كلاعبين دوليين. 4 - مستوى عال من النضج والدراية والتعاون والتشاور في اختيار لاعبي المنتخب. 5 - قدرة أعلى وأوسع في وضع التشكيلة المناسبة للعب في المباريات القادمة. 6 - القدرة على توظيف اللاعبين داخل الملعب. 7 - معالجة الكثير من السلبيات لدى المنتخب (على مستوى اللاعب القادم من ناديه، أو على مستوى المنتخب كفريق). 8 - إعادة التناغم والتصالح مع الجمهور العاشق وسيتم ذلك قريبا بناء على نتائج. 9 - التقدم خطوات على طريق إعادة هوية للمنتخب السعودي على مستوى قارة آسيا. 10 -بداية الانطلاق نحو تصميم بصمة خاصة للمنتخب السعودي. يتضمن فريق العمل المقترح عددا من الأسماء القديرة في رياضتنا المحلية، والتي يمكن لها التأثير الإيجابي على الرياضة وإضفاء مزيد من الرؤى الإيجابية عليها، ومنها: المدرب الوطني الخبير خليل الزياني متعه الله بالصحة على أن يكون مشرفا استشاريا، وعبدالعزيز الخالد قائدا ميدانيا وخالد القروني وحمد كريري ويوسف خميس وخالد الشنيف وممثل لفئة الأولمبي وممثل لفئة الشباب، مع وجود مبرر واضح لكل اسم من هذه الأسماء، وتتم الاستعانة بعدد كبير من المدربين الوطنيين الآخرين في مهمات محددة ودقيقة ومهمة. وختم الصايغ حديثه لـ «عكاظ» بقوله: فريق العمل هذا إذا تمت الموافقة على الفكرة المطروحة على اتحاد الكرة واعتمادها رسميا، سوف يقوم بالعديد من الأعمال والأدوار والأنشطة والبرامج التي يتطور من خلالها اللاعب والمنتخب والنادي وفق آليات واضحة يشاهدها كل محبي لعبة كرة القدم ويصعب شرحها في هذا المقام.