×
محافظة المنطقة الشرقية

وظائف ادارية بشركة كبرى – الدمام

صورة الخبر

لم يدر في خلد الشيخ عبدالعزيز محمد صالح السيف أن مشاهدته لمراهقين لا يتجاوزون العاشرة يلتفون على علبة سجائر أثناء هروبهم من المدرسة، ستدفعه إلى تأسيس جمعية كفى «للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات». وقال السيف إنه «عقب مشاهدته لهؤلاء الصغار تسللت إلى مخيلته فكرة إنشاء لجنة للتوعية بأضرار التدخين، فبدأ في عام ١٤١٠هـ تحت مسمى اللجنة الخيرية لتوعية الشباب وحمايتهم من أضرار التدخين مقرها في مسجد الأمير منصور في النزلة الشرقية بجدة بمساندة الشيخ فريح العقلا وداوود العلواني». وأضاف: «واصلنا العمل حتى عام ١٤٢٥هجرية، وبعدها تقدمنا بطلب تصريح من الشؤون الاجتماعية، وتمت الموافقة تحت مسمى الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين والمخدرات بمنطقة مكة، وبدأنا بموظف واحد واستأجرنا شقه بحي الفيحاء وكونا مجلس إدارة برئاسة فضيله الشيخ عبدالله العثيم وثلة من الأخيار المحتسبين، وبدأ العمل يتوسع وانطلقت الجمعية وخطت خطوات واسعة منذ إنشائها إلى اليوم ودشنا فروعا في مكة والطائف والقنفذة والليث وبحرة، واستفاد من خدماتها أعداد كبيرة عبر العيادات الثابتة والمتنقلة وتم إنشاء ديوانية كفى بجانب مبنى الجمعية تسع لأكثر من ألف شاب شهريا تقام فيها الندوات الترفيهية المناسبة لاستقطاب الشباب، وثلاث عيادات متنقلة تكلفة العيادة ما يقارب مليون ريال مجهزة تجهيزا كاملا بأجهزة متطورة». وتابع السيف حديثه: «تركت مقاعد الدراسة لحاجة والدي ــ رحمه الله ــ لي في الوقوف بجانبه، كونه لا يقرأ ولا يكتب، ولكن يلم بالعمل التجاري وبالمحاسبة أفضل من خريجي الجامعات، وكنت وأخي عبدالرحمن نسجل ما له وما عليه، ومنذ ذلك الوقت صار لدينا إلمام بالبيع والشراء وحسن التعامل مع العملاء والفضل لله ثم لوالدنا، الذي ظل نموذجا مشرقا في الجد والاجتهاد، فهو مدرسة جامعة من العلم والثقافة والأخلاق والصدق في المعاملة والصبر ومساعده الآخرين». ومن المواقف التي لا ينساها، أشار إلى أنه عندما زار تاجر مواد غذائية يبيع بالجملة ولديه معرض متكامل فيه كل أنواع الدخان بحي المحجر، أعطاه مطبوعات ونشرات وفتاوى ثم بعد فترة بسيطة ترك بيع الدخان، وبدأ يوزع مطبوعات اللجنة والفتاوى لكل من سأل عن الدخان ــ فجزاه الله خيرا. واختتم حديثه قائلا: «تم تجهيز مقر بالجمعية للتعافي من الإدمان، وقد استفاد منه عدد كبير من المدمنين فأصبحوا بحمد الله لبنة صالحة في المجتمع والجمعية تسخر لهم كافة الإمكانات التي تساعدهم للتخلص من الإدمان من أطباء ومستشارين نفسيين وتربويين ومرشدين، وبحمد الله تاب كثير منهم واشتركوا في حلقات تحفيظ القرآن الكريم وتحسنت حالهم وحال أسرهم».