×
محافظة المنطقة الشرقية

قناة العرب : نرفض شروط البحرين للبث مجدداً

صورة الخبر

عند قراءتك لمجلة أو جريدة يومية عالمية يمكنك أن تقرأ في نفس العدد مثلا هاته الأخبار أسفله، وهي للأسف أخبار متنوعة وحقيقية وليست من وحي الخيال وكلها لها علاقة بالإرهاب باسم الدين الإسلامي الحنيف. والأدهى من ذلك أنك ستجدها في كل الجرائد الدولية المعتمدة وفي عدد واحد ولنفس اليوم. والأخبار أسفله استقيتها من أخبار يوم الأربعاء الماضي ويمكنك أن تجدها في كل جريدة دولية: «قرر عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني قطع زيارته للولايات المتحدة التي توجه إليها قبل أمس، مؤكدا أن الكساسبة «قضى دفاعا عن عقيدته ووطنه وأمته» وداعيا الأردنيين إلى «الوقوف صفا واحدا... وقال التلفزيون الأردني إن «حشوداً شعبية كبيرة تصل إلى مطار الملكة علياء الدولي (30 كلم جنوب عمان) لاستقبال الملك عبد الله... وتظاهر مئات الأردنيين مساء أمس في دوار الداخلية وسط عمان للتنديد بعملية الإعدام الوحشية وهم يرددون بـ»الروح بالدم نفديك يا أردن... وسارع الرئيسان الأميركي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا هولاند والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى إدانة هذا الفعل، معتبرين إياه عملا «همجيا» و»فعلة دنيئة» ودليلا على «وحشية» التنظيم؛ وقال رئيس الوزراء شينزو آبي إن «ما حصل لا يغتفر، إنها فعلة دنيئة وأنا أدينها بقوة». وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قتل الطيار، وأعرب المتحدث باسمه عن «تضامنه مع الحكومة والشعب الأردنيين»، وحض على «مضاعفة الجهود لمكافحة الإرهاب والتطرف».... كما يمكنك أن تقرأ: «شنت مجموعة مسلحة مساء أمس (الثلاثاء) هجوما على حقل نفطي في جنوب مدينة سرت الليبية، وهو حقل تعمل فيه كل من شركة توتال الفرنسية والمؤسسة الوطنية الليبية للنفط، وفق متحدث باسم المؤسسة. وقال المتحدث باسم مؤسسة النفط الليبية محمد الحراري لوكالة الصحافة الفرنسية إن «مجموعة مسلحة مجهولة هاجمت الحقل النفطي ولكن تم اخلاء الموظفين في الوقت المناسب...وأشار الحراري إلى أنه يجهل ما إذا أسفر الهجوم عن وقوع ضحايا بين حراس المنشآت النفطية التابعين للجيش النظامي الليبي.... وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لو فول، إنه ليس هناك غربيون أو فرنسيون قتلى، وباريس تعمل على «التحقق من عدد الضحايا».... ويمكنك أن تقرأ أيضا» قالت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة، اليوم (الأربعاء)، إن متطرفي «داعش» يبيعون الأطفال العراقيين المخطوفين في الأسواق كرقيق ويقتلون آخرين صلبا أو يحرقونهم أحياء.... وأضافت اللجنة أن كثيرا ما يستخدم التنظيم الصبية، الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، كمهاجمين انتحاريين أو صناع قنابل أو مرشدين أو دروع بشرية لحماية المنشآت ضد الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة..وقالت ريناتي وينتر الخبيرة باللجنة في إفادة صحفية «نشعر بقلق بالغ بحق جراء تعذيوقتل هؤلاء الأطفال خاصة من ينتمون للأقليات... نطاق المشكلة كبير». وأضافت أن الأطفال من الطائفة اليزيدية أو من المسيحيين وكذلك من الشيعة والسنة ضحايا. وتابعت لـ»رويترز» «لدينا تقارير عن أطفال، خاصة من يعانون من إعاقة ذهنية يجري استخدامهم كمهاجمين انتحاريين، وعلى الأرجح دون أن يعوا ذلك... وكان هناك تسجيل فيديو بث على الإنترنت يوضح أطفالا في سن صغيرة للغاية تقريبا ثماني سنوات أو أصغر يجري تدريبهم لكي يصبحوا جنودا»... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. إنه الإرهاب باسم الدين الإسلامي الحنيف، والإسلام بريئ من هؤلاء القتلة الفجرة... وهو موضوع الساعة عند الخاص والعام في مشارق الأرض ومغاربها... وتلكم التنظيمات الجهادية زادها تشددا وغلوا فشلها في الجمع بين الدين والسياسة فانفجرت القشرة الحامية لكرة التعايش وتحجرت العقول وأضلوا أنفسهم وضلوا... الدين للجميع والحلال بين والحرام بين والسياسة هو فن إدارة الاختلاف والزج بالدين في السياسة والسياسة في الدين خطر على الدين وخطر على السياسة وخطر على المجال السياسي؛ والأدهى من ذلك هو غلو مريدي التنظيمات الجهادية الذين يرتمون منذ نعومة أظافرهم في مستنقع الفكر الشمولي ليخلق إيديولوجية عمياء وهي في نظرهم خلاصية ولا تطيق الاعتراف بفشل مشروعها السياسي أو الاجتماعي وأكثر من ذلك فشل الجميع في العلم والمعرفة والتربية والتقنية؛ فيؤدي العرب والمسلمون، وللأسف الشديد، ثمن خروج التنظيمات الجهادية عن صفحات التاريخ. وهذا العنف هو عبارة عن موجات متكررة ودائمة باسم الدين، وهو عبارة عن مغناطيس قوي يجذب أبناءنا وشبابنا ويودي بهم وبإخوانهم إلى التهلكة، بل ويجذب حتى أبناء الجيل الثالث من الجالية المسلمة المقيمة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بل وحتى أستراليا. فلا يمكن الاستخفاف بهاته الداهية العظمى ولا الأعذار، فنحن مهددون في ديننا وأوطاننا وتاريخنا وثقافتنا وتواجدنا بين الأمم، وهذا يشمل «داعش»، و»جبهة النصرة»، و»بوكو حرام» في مالي و»أحرار الشام»، و»أنصار الشريعة» في ليبيا، و»القاعدة» في اليمن، وغيرها من التنظيمات المتطرفة في سيناء، ومنطقة جنوب الصحراء الأفريقية.... وهي كلها مسميات لإرهاب واحد حيث يضع مريدوها للانتهازية عنوانا من الدين، ويقدمون للظلم وسفك الدماء البريئة تبريرات من الآيات، ويعطون لأفعالهم وأعمالهم وجشعهم أسماء من الشريعة، ويضفون على انحرافهم هالة من الإيمان ويجعلون سفك الدماء ظلما وعدوانا عملا من أعمال الجهاد.... وهاته أمور ليست من الإسلام في شيء، وإنما خروج عن الدين والعقل وتصرف جاهلي يتشح بالدين ويتسربل بالشريعة لتذوب من خلال هاته الأفعال قيم الإسلام السامية وتمحي بهاته الأفعال مثل القرآن العليا، والإسلام بريء منها. وما دامت هاته الفرق الداعشية القاعدية تدعي لنفسها احتكار الحق وتزعم أنها على جادة الإيمان وترمي غيرها باتباع الباطل وأنها كافرة ملحدة بالدين، فإن المشكلة العظمى إذن في عقولها وتكوينها وجهلها، بمعنى أن المنظومة التربوية والتعليمية والتكوينية في مجتمعاتنا أفرزت مثل هاته الفيروسات الخطيرة... فلماذا لا تقوم منظومتنا التربوية بزرع المبادئ والقواعد الدينية السمحة في أفئدة وعقول الناشئة منذ صغر سنهم، وتزيل عنهم الطغيان في التعصب الديني والتنازع والفرقة والاختلاف، وتشرح لهم خطورة الفهم الحرفي والسطحي والجزئي المتوجس من المقاصد الضابطة لبوصلة النص والحكم الشرعيين، ولماذا لا نزرع فيهم الرؤية المقاصدية الصحيحة التي تعاني من غلوين، غلو معطلة المقاصد باسم النصوص وغلو معطلة النصوص باسم المقاصد، ثم لماذا لا نرتب في أذهانهم منطق الأولويات: الأصول قبل الفروع، الكلي قبل الجزئي، المسالم قبل المحارب وغير ذلك؛ ولماذا لا نحارب في أذهانهم الجهل بأحكام الشرع وأصوله وقواعده ومقاصده السمحة ونعطيهم رؤية شمولية للنصوص والمعالجة المنهجية للأحكام، وهي مسائل يمكن أن ندرسها لمن سيصبح أستاذا أو طبيبا أو مهندسا أو نجارا أو حدادا ولأدمجناه بذلك إدماجا صحيحا في مجتمعه ولقضينا على سيكولوجية الإنسان المقهور المطعم بأفكار وقناعات دينية ضالة ومضلة...فالمستوى الثقافي عند الداعشيين محدود ومضل وخطير، ينزعون النصوص من سياقها ويسيئون فهم مناطق استعمال القوة في القرآن الكريم ويخلطون مرحلة الدعوة بمرحلة الدولة ويخلطون بين الوعيد الإلهي والمعاملة البشرية ويخلطون الحق بالصواب فتتكون عندهم لا شعوريا عقلية عسكراتية.... هذا من جهة أي لا بد من التأثير على عقول البشر لما فيه خير الإنسانية، ثم لا بد من جهة أخرى من ضرورة إعادة ترتيب الخرائط السياسية واستأصال الجمرات الإرهابية والمذهبية المتواجدة هنا وهناك وإعادة بناء الدول الفاشلة والمنظومة العربية من جهة أخرى، ولله الأمر من قبل ومن بعد.