ترجمة - إبراهيم عباس ذكرت صحيفة الـ»واشنطن بوست» في عددها أمس تحت عنوان (وماهي الخطوة التالية...): «إن موجة غضب عارمة اجتاحت الشرق الأوسط الأربعاء الماضي؛ على إثر الجريمة الوحشية التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بقتله الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة حرقًا، وعرض مشهد هذه الجريمة النكراء أولاً في مدينة الرقة على شاشات عرض ضخمة، حيث تجمعت الحشود لمشاهدته، واستطردت الصحيفة: إن كثيرًا ما وجه قادة المنطقة انتقاداتهم وعبروا عن إداناتهم لداعش في السابق، ولكن هذا المشهد المروّع بحرق إنسان حي في قفص والذي وصفته جريدة «الحياة» السعودية بأنه جريمة «بربرية»، أثار ردود فعل غير مسبوقة، وسبب صدمة لدى الجميع، لاسيما وأنه تم نقله عبر القنوات الفضائية في كافة بلدان المنطقة، حيث أجمع القادة والعلماء على عدم وجود أي أساس في الإسلام لمثل هذا العقاب (أي حرق الأحياء)، وأضافت الـ»واشنطن بوست» في تقريرها الذي استندت فيه على آراء الخبراء والمحللين السياسيين: إن معظم الضحايا الذين أعدمهم تنظيم داعش الإرهابي هم من الأجانب، ولكن الضحية هذه المرة كان عربيًا مسلمًا، وأضافت: إنه على الرغم من الإدانات التي ظلت توجه لداعش، إلا أن هذه الجريمة الفظيعة التي ارتكبها من غير المرجح أن تؤثر على الكثير من الآراء في المنطقة المستقطبة بالفعل. وقالت الصحيفة: إن الفيديو الذي عرض هذه الجريمة يوم الثلاثاء الماضي جاء بعد سلسلة من الهزائم العسكرية التي مني بها التنظيم بما في ذلك هزيمته في كوباني (عين العرب) على الحدود السورية - الكردية وفي محافظة ديالى الواقعة شمال العراق، وذلك بهدف تحويل الانتباه عن تلك الهزائم، وأشارت الصحيفة إلى ردود أفعال العديد من الشخصيات والمنظمات الإقليمية والدولية، حيث عبرت السعودية عن إدانتها الشديدة لتلك الجريمة الوحشية البشعة، وحثت المجتمع الدولي على مضاعفة جهوده في مجال مكافحة الإرهاب، وأكدت وكالة الأنباء السعودية الرسمية على عزمها المضي قدمًا في محاربة الفكر الضال وكافة التنظيمات الإرهابية وجميع التنظيمات المتطرفة التي تدعمها، كما أشارت أيضًا إلى تصريحات شيخ الأزهر د. أحمد الطيب التي دعا فيها إلى قتل وصلب وتقطيع أيدي وأرجل إرهابي تنظيم داعش، وقوله: إن الإسلام يحظر إزهاق أرواح الأبرياء، كما أشارت إلى إدانة السكرتير العام لمنظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة إسلامية إياد مدني هذه الجريمة التي اعتبرها إهانة وجهها هذا التنظيم الإرهابي للإسلام، وخروجًا عما أقره من حقوق للأسرى، وأيضًا للمعايير الأخلاقية والإنسانية الخاصة بالحرب ومعاملة الأسرى، كما عبر عن استيائه العميق لما وصلت إليه الأوضاع في أجزاء من منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب التردي الفكري والانقسام السياسي والإساءات الموجهة للإسلام: دين الرحمة العظيم. واعتبرت الصحيفة، استنادًا إلى الجنرال اللبناني المتقاعد إلياس فرحات أن هذه الجريمة من شأنها أن تؤدي إلى حشد المزيد من الدول العربية وانضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة داعش وردعه أكثر من التوقعات بانسحاب بعض الدول من التحالف لأن الانسحاب في مثل هذه الحالة يظهر التحالف بأنه ضعيف في مواجهته لهذا التنظيم الإرهابي، وتوقع فرحات رؤية تكثيف أكبر في القتال ضد داعش بعد هذه الجريمة. واختتمت الواشنطن بوست بالقول: «إننا الآن -وفق ما سبق تفنيده من حقائق- أمام نقطة تحول لابد وأن تحدد مصير داعش، ويبقى السؤال الذي تطرحه هذه الحقائق: هل يستمر البعض في اعتبار الداعشيين أبطالاً..، أم أن هذه الجريمة النكراء لابد وأن تغير وجهة نظر هؤلاء (البعض)؟».