بدأ طالب ألماني في المرحلة الثانوية ممارسة هوايته كتسلية بتركيب القطع الإلكترونية في غرفة في منزله خصصها له والده، فتحولت التسلية كمصدر للدخل له بعد أن صنع نموذجا لقطار اشتراها أحد الموزعين بـ500 ألف ريال، وعرضه في المهرجان السعودي للعلوم والإبداع المقام في أرض المعارض، ليكون نموذجا للأطفال والكبار. يقول لـ"الاقتصادية" كريستيان كنوبولتج الشاب الألماني إنه بدأ في صناعة النموذج منذ 2009 عندما كان طالبا في المرحلة الثانوية، وانتهى منه خلال خمس سنوات تقريبا، مضيفا أن النموذج كلفه ما يعادل 50 ألف ريال، وكان هدفه من وراء مشروعه فقط التسلية وتطوير موهبته في صناعة النماذج إلى أن اطلعت إحدى الشركات السعودية على النموذج وقررت شراءه بـ 500 ألف ريال. وتابع: منذ الصغر كان أهلي حريصين على الذهاب إلى متاحف العلوم ومعارض الإلكترونيات، فعندما أشاهد نموذجا بأحد المعارض، أخبر والدي أنني سأصنع نموذجا خاصا بي، فما كان من والدي إلا أن خصص غرفة لممارسة هذه الهواية، وبدأت في العمل خلال الإجازة الأسبوعية وأوقات الفراغ إلى أن انتهيت من النموذج. ويرى أن الاهتمام بالنماذج الإلكترونية والابتكار يحفز الأطفال على التفكير ويشحذ هممهم لتنفيذ النماذج والصناعات، التي يحلمون بها. ويقول إنه خلال عمله على النموذج واجهته كثير من الصعوبات لكنه تغلب عليها خاصة أن مجال العلوم والإنترنت يساعد كثيرا على إيجاد الحلول للصعوبات المتعلقة بالنموذج. ويضيف: يعتقد الكثيرون أن نموذجه مجرد "لعبة" لكنه في الحقيقة نموذج إلكتروني قد يعبر عن شبكة المواصلات وهو نموذج واقعي ولكن به بعض الأجزاء غير القابلة للتنفيذ على أرض الواقع، وهذا أجمل ما في صناعة النموذج أنها تتيح للخيال والإبداع أن ينطلق. ويتمنى كريستيان أن يصنع نماذج أكثر تطورا في المستقبل، خاصة أنه يدرس الآن في قسم هندسة الإلكترونيات وأن ينجح بأن يكون نموذجا للسعوديين ليتعلمون صناعة الإلكترونيات، ويعرفون أنه لا شيء مستحيل أو صعب إذا امتلك الشخص الإرادة. من جهته، يقول صهيب مليشو الشخص الذي اشترى النموذج وعرضه في معرض "موهبة" إنه حريص على استقطاب النماذج التعليمية والابتكارين لدول الخليج، لذا فإن هذا النموذج قد جذبه فأصر على المشاركة به في معرض الإبداع للعلوم، مشيرا إلى أن المجتمع بدأ التفكير في الاتجاه نحو الإلكترونيات لإبعاد أطفالهم عن الأجهزة اللوحية والألعاب الأخرى، خاصة أن تقنية "الفيتشر تيكنيك" لها دور في تعديل سلوك الأطفال وتنمية مهاراتهم الفكرية والإبداعية، متمنيا أن يستفيد الأطفال والكبار من النموذج وورش العمل، التي تنظم في المعرض وأن يتولد لديهم قناعة بأنهم قادرون على صناعة نموذج أفضل من النموذج الحالي.