< رفضت السفارة السعودية في الولايات المتحدة ادعاءات عضو تنظيم «القاعدة» زكريا موسوي لمحققين قضائيين أن شخصيات سعودية بحثت معه تمويل هجمات 11 أيلول (سبتمبر)، وأن موظفاً في السفارة السعودية بواشنطن بحث معه خطة لقصف الطائرة الرئاسية الأميركية بصاروخ «ستنغر». وقال بيان للسفارة السعودية أول من أمس إن موسوي مجرم مدان قدّم محاموه أدلة على أنه مريض عقلياً، وليست لكلماته أية صدقية. ويقضي موسوي حكماً بالسجن المؤبد منذ العام 2006 في سجن فلورنس المحاط بتدابير أمنية قصوى بولاية كولورادو. وكان كتب العام الماضي من سجنه إلى القاضي جورج دانيالز، الذي ينظر في نيويورك قضية رفعها أقارب ضحايا هجمات العام 2001 ضد السعودية، وقال في رسالته إنه يريد أن يشهد بتلك المعلومات المزعومة في القضية المذكورة. وبعد مفاوضات معقدة، سمح القاضي لفريق من المحامين بزيارته في سجنه، واستجوابه على مدى يومين في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وأشارت السفارة السعودية في بيانها (الإثنين) إلى أن لجنة التحقيق في هجمات سبتمبر رفضت الادعاءات بتورط الحكومة السعودية، ومشاركة أي مسؤولين سعوديين في تمويل تنظيم «القاعدة». وكان موسوي الفرنسي المولد ألقي القبض عليه قبل أسابيع من هجمات العام 2001 في ولاية مينيسوتا، بتهم تتعلق بالهجرة. لكنه تلقى مطلع ذلك العام دروساً في الطيران، بعدما تلقى تحويلاً بمبلغ 14 ألف دولار من خلية تابعة لـ«القاعدة» في ألمانيا، ما عزز الأدلة على أنه كان يعد العدة ليكون ضمن الخاطفين الـ19 الذين نفذوا الهجمات بطائرات مدنية. وزعم موسوي للمحامين في أكتوبر الماضي أن زعيم «القاعدة» السابق أسامة بن لادن كان أمره خلال الفترة بين 1998 و1999 بإعداد قاعدة بيانات رقمية لممولي التنظيم. وادعى أنه عمل رسولاً لابن لادن لنقل رسائله لشخصيات سعودية بارزة. وأضاف أنه ناقش مع موظف في قسم الشؤون الإسلامية بالسفارة السعودية في واشنطن إمكان إسقاط طائرة سلاح الجو الأميركي الرقم 1 المخصصة لتنقلات رئيس الولايات المتحدة. وأوضح بيان السفارة السعودية أنه لا توجد دلائل تثبت صحة ادعاءات موسوي. وأشار البيان إلى أن هجمات 11 سبتمبر هي الجريمة التي تناولها التحقيق أكثر من أية جريمة أخرى في التاريخ، وانتهت التحقيقات إلى عدم تورط الحكومة والمسؤولين السعوديين فيها. وأضاف البيان أن موسوي يهدف فحسب إلى تسليط الاهتمام على نفسه، وليحاول القيام بما لم يتمكن من القيام به من خلال الأعمال الإرهابية، وهو تقويض العلاقات السعودية - الأميركية. وأشارت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أمس - نقلاً عن شبكة «سي إن إن» الأميركية - إلى أن محاكم موسوي في عام 2006 لم تنته وحدها بالتشكيك في صدقيته، بل إن ابن لادن نفسه أصدر شريطاً صوتياً قبل مقتله نفى فيه مزاعم موسوي بأن زعيم «القاعدة» السابق وجهه بمهاجمة البيت الأبيض بطائرة من طراز بوينغ 747 ضمن هجمات العام 2001. وقال ابن لادن في الشريط المذكور: «أنا المسؤول عن الـ19 أخاً (الخاطفون). ولم أكلف مطلقاً الأخ موسوي بأن يكون معهم في تلك المهمة». وقال محامو موسوي أثناء محاكمته في عام 2006 إن لديهم تقارير طبية تثبت أنه محتل عقلياً، غير أن المحكمة رأت أنه لائق طبياً للمثول أمامها بالتهم التي وجهتها إليه، وخلصت إلى إدانته والحكم عليه بالسجن المؤبد.