×
محافظة المنطقة الشرقية

3 إصابات جديدة وحالة وفاة بـ «كورونا»

صورة الخبر

بالأمس كان الرأي العام العالمي في حالة صدمة فاقت كل الصدمات التي سبقتها جراء ما يتابعه من إجرام الدواعش الذين بغوا في البلاد والعباد. كان حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حياً من أبشع الجرائم على الإطلاق. جريمة لا يقبلها عقل فكيف يقبلها دين من الأديان السماوية. والمفجع أن نشرات الأخبار في كل مكان بما فيها العربية والإسلامية مازالت تسمي أولئك المجانين بالتنظيم الإسلامي! أبعد كل تلك المخالفات الصريحة لكل الأديان نلصق تلك الكلاب المسعورة بالدين الذي جاء رحمة للعالمين. فإذا كان ظهورهم منذ البداية تحت هذا الاسم جريمة فهو الآن أكبر الجرائم. نحن لا ندري من الذي يمولهم؟ ولا نجزم بشيء، فهل هم تحت إمرة الدول العظمى، أو تحت جنح دول تخطط للتمدد والاستعمار بصورة جديدة؟ فقد اختلطت الأطماع مع بعضها واتحدت الشرور وصار كل مشارك في هذه الجريمة العالمية يغني على ليلاه! بل إن ما وصف بالاتحاد ضد الإجرام الداعشي لم يعد له دور يذكر وكأن الأمر مسرحية هزلية سرعان ما أسدل عليها الستار لأنها لم تضحك أحداً!! ما الذي يجري؟ هل تحولت الدول العظمى إلى مجرد فئران صغيرة مذعورة أم أن فئران داعش يحسنون تمثيل الأدوار التي أنيطت بهم لخلق كل هذه الفتن والاضطرابات التي يغذيها شرهم، وهذا فقط هو كل ما نعرفه عن داعش! فقد وجدوا للشر قولاً وفعلاً، وارتكبوا أبشع الجرائم التي روعت القاصي والداني ونالت شرورهم المسلم قبل غير المسلم، وهم الذين يحاجون السذج بالشرع! سذج أمّنوا على أقوالهم، وصارت لعباراتهم وتهديداتهم ملامح داعشية مخيفة وهذا على امتداد العالم العربي والإسلامي حيث صار بعضنا ينهلون من القاموس الداعشي المروع ويصبونه على رأس كل من يخالفهم الفكر والرأي. إن الخطر الداعشي ليس في مواجهة سلاحهم الفعلي بل في تمدد أفكارهم التي جعلت بعض المسلمين يبررون لداعش مقتل الطيار الأردني بتلك الطريقة البشعة. كما صمتوا عن مقتل الرهينة الياباني! الذي كنت أشاهد صوره وهو مبتسم بعد التفاف بعض الصغار من حوله وهو يعلمهم ما جاء من أجله؛ حين جاء وهو يحمل أهدافاً انسانية عامة من أجل الحياة، ومن أجل الخير، ومع هذا افترسته تلك الكلاب المسعورة دون أن يرف لهم جفن، بل مارسوا شيطنتهم بابتسامة مريعة تشبه ابتسامة مصاصي الدماء الذين كنا نعتقد أنهم مجرد تمثيل لأساطير تجاوزها التاريخ عن أرواح شريرة تتلبس بعض الأحياء وتحولهم إلى مصاصي دماء ملأوا الحكايات التي جاءت على ذكرهم بالرعب في كل الثقافات الغربية والعربية والإسلامية وكنا نظن أن هذا الرعب لا وجود له في الواقع، فإذا بداعش تجعله حقيقة نعيش بشاعتها كل يوم. ونخاف من سطوتها على العقول ومن خديعة كبرى جعلت داعش مجرد عنوان لتمثيلية أخرى يكتب لها السيناريو خلف المكاتب الفخمة في الدول التي تدعي أنها تحالفت ضد داعش ولم يفلح تحالفها ونضع هنا ألف علامة تعجب بانتظار أن يفهمنا أحدهم كيف أن دولاً تتصدر العالم بعدتها وعتادها تفشل أمام مجرد تنظيم ولد فجأة!! رحماك ربي من بشر يبارون الشيطان في أفعاله ويتفوقون. عضو هيئة التدريس بجامعة الدمام