عمان أ ف ب أثار قتل تنظيم «داعش» طياراً أردنياً حرقاً صدمة وغضباً عارماً في المملكة، ما سيمنح تأييداً أوسع لمشاركة عمان في الحرب ضده بعد انقسام الشارع حولها لعدة أشهر، بحسب محللين. ووضعت عملية قتل الطيار معاذ الكساسبة حرقاً، في الوقت الحالي على الأقل، حداً لجدل استمر أشهراً منذ الإعلان عن المشاركة في ضربات تحالف دولي ضد التنظيم، لتشكل انعطافاً في رأي المعارضين، وسط مطالب بـ«انتقام شديد جداً». وخرج مئات الأردنيين عقب ساعات من الكشف عن قتل الطيار حرقاً في تظاهرات منددين ببشاعة الجريمة ومطالبين بالثأر، فيما طالب والده صافي الكساسبة في تصريحات صحافية بـ«انتقام شديد جداً من التنظيم وفاءً لدم معاذ». ويقول الكاتب والمحلل محمد أبو رمان، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية، إن «بشاعة مشهد إحراق البطل معاذ أعطت الأردن دفعة تزيد من الاصطفاف حول الجيش وقيادته وضرورة الانتقام». وأضاف «اليوم هناك توافق كبير في الرأي العام حول ضرورة الحرب ضد التنظيم والرد بقوة». واعتبر أن «المبالغة في أسلوب الإعدام ولّد لدى الشارع ردود أفعال عكسية. فقبل ذلك كان هناك انقسام حيال الحرب بين من يؤيدها ومن يعتقد أنها ليست حربنا. أما اليوم، فهناك توافق على ضرورتها». وقال أبو رمان إن «الأردنيين للمرة الأولى يشعرون بأنهم في حالة حرب منذ الحديث عن التحالف الدولي والحرب على التنظيم». من جهته، يقول المحلل حسن أبو هنية، الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، إن «بشاعة المشاهد المروعة ستدفع كثيرين إلى مراجعة حساباتهم وتأييد خيار الأردن مشاركته في الحلف». وأضاف أن «غضب الأردنيين وصدمتهم ستدفع كثيرين منهم إلى حسم خياراتهم باتجاه دعم ومساندة التحالف الدولي ومشاركة المملكة». ورأى أبو هنية أن الأردن «قد يوسع مشاركته في التحالف ويطلب إعادة النظر في الاستراتيجية التي تبناها الحلف بالاقتصار على الضربات الجوية، فربما يتدخل الأردن برياً ضد التنظيم». وتابع «هناك إدراك واضح بأن الاستراتيجية كانت بغرض الصد والاحتواء، ولا يمكن القضاء على التنظيم إلا عبر التدخل البري». وتوعد الجيش الأردني بالانتقام من قتلة الكساسبة، وأكد أن «دمه لن يذهب هدراً»، فيما أعلنت الحكومة الثلاثاء أن رد الأردنيين على تنظيم الدولة الإسلامية سيكون «حازماً ومزلزلاً وقوياً».