لا شك أن لزيارة المسؤول المفاجئة أثرها الكبير باعتبارها وسيلة للتطوير وتحفيز الكفاءات والوقوف على سير العمل للمشروعات القائمة وإيجاد الحلول اللازمة للمشكلات والمعوقات التي تعترض تنفيذ بعض تلك المشروعات واللقاء مع المسؤولين لمعرفة احتياجات تلك المنظمة أو الإدارة .لا باعتبار تلك الزيارات كما يفهمها البعض أداة رقابية فقط , ومن المهم أن تمارس تلك الزيارات بشكل متكرر بحيث تتوقع الجهة أو الإدارة أن المسؤل سوف يقوم بزيارتها في أي وقت . وبالرغم أن بعض تلك الزيارات المفاجئة قد تشكل مأزق لبعض الإدارات, لكنها في نفس الوقت قد تكون مدعاة فخر وأشاده للبعض الآخر الذين يكونون على الدوام جاهزون على أكمل وجه دون معرفتهم بزيارة المسؤل إلي إدارتهم .فكما نعرف أن من أسس نجاح تلك الزيارات عدم الإعلان عنها أو اخذ فريق من المرافقين والمسؤلين والإعلاميين مع المسئول إلى تلك الإدارة . وهذا ما طبقه وزير التعليم الجديد الدكتور/ عزام الدخيل صباح يوم أمس الأربعاء عندما فاجأ عدداً من المدارس بغرب الرياض بزيارة مفاجأة منذ بداية الطابور الصباحي بمفرده ودون أن يرافقه أحد من مسؤلي الوزارة أو وسائل الإعلام . فقد طبق توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله عندما أوصى الوزراء بخدمة المواطن . وفي اعتقادي أن الدكتور الدخيل اكتشف الكثير من خلال زيارته الميدانية المفاجأة ووقف بنفسه على طبيعة وسير العمل وما يواجهه المعلمين ومديرو المدارس من إشكاليات أو صعوبات، وتلمس احتياجاتهم ورغباتهم عن قرب قد تغنى عن كثير من التقارير والملفات. والاستماع إلى إيجابيات وسلبيات الميدان التربوي من العاملين في هذا الميدان مرورا (بالقائد التربوي والمعلم والطالب وولي أمر الطالب ) بهدف جمع أكبر عدد من البيانات والمعلومات وبحثها ودراستها للوصول إلى توصيات بشأنها , فالمسؤل الناجح هو الذي لا يترك وسيلة إلا سلكها لتطوير إداراته أو وزارته وانتقاء القيادات الفاعلة من ذوي المؤهلات العالية والكفاءات المتألقة لممارسة العمل بجودة عالية. ومنح من يعمل في الميدان التربوي المزيد من الصلاحيات وخاصة منح مديري المدارس صلاحيات جديدة وذلك لان مدير المدرسة يعتبر المسؤل المباشر عن إنجاح العملية التعليمية والتربوية في المدرسة لأن المدير هو من يباشر العمل داخل المدارس وهو المشرف المقيم فله الدور الأكبر في الاطلاع على سير العمل في المدرسة بشكل مباشر . ودعم المعلم المتميز من خلال تفعيل نظام رتب المعلمين، حيث سيعطي حوافز للمعلم المتميز و المعلم صاحب الخبرة والمعلم الجديد. ختاماً كلنا على ثقة في شخص معالي وزير التعليم في أنه لن يألو جهداً في خدمة قطاع التربية والتعليم لتسير قافلة عطاء الوزارة إلى الأمام وبشكل يخدم ويسير الشأن التعليمي وفق الرؤية الساعية إلى التطوير. ضمن جملة من المحاور وأهمها ان التعليم شان مجتمعي ينبغي أن تشارك في صياغة محاوره أطراف العملية التعليمية جميعها.