تبدأ السلطات في ليبيريا أول تجارب واسعة النطاق لاختبار لقاح لفيروس إيبولا القاتل. ونقل العقار الوقائي المحتمل وسط حراسة أمنية مشددة إلى مكان سري في هذه الدولة الواقعة غربي أفريقيا. ويسعى العلماء إلى تطعيم 30 ألف متطوع من بينهم موظفو الصحة الذين يتعاملون مباشرة مع المرضى. ولقي أكثر من 8500 شخص حتفهم جراء تفشي إيبولا، الغالبية العظمى منهم في غينيا وليبيريا وسيراليون. وبلغ إجمالي حالات الإصابة المعلن عنها أكثر من 21 ألف حالة، وحصد الفيروس في ليبيريا أرواح أكثر من 3600 شخص. وتشمل تجربة اللقاح التي تبدأ الاثنين حقن كمية صغيرة من سلالة فيروس الإيبولا في 12 متطوعا لحث الجسم على إطلاق استجابة مناعية. ولكي يكون اللقاح ناجحا، لابد من يتمكن من حث الجهاز المناعي للاصحاء على إنتاج اجسام مضادة للفيروس لها القدرة على مقاومة العدوى. لكن من غير الواضح حتى الآن إذا كان هذا سيوفر حماية ضد الإصابة بالمرض أم لا. وأكد كبير العلماء في الفريق الليبيري الذي يجري هذه التجارب ستيفن كينيدي لبي بي سي إن المتطوعين بأمان. وقال: لا يوجد خطر من الجزء الخاص بسلالة زائير (من فيروس إيبولا) والتي وضعت في اللقاح، إنها سلالة ضعيفة ولا يمكنها أن تسبب الإيبولا، ولذا فإنه من المستحيل أن يصاب أي شخص من المتطوعين بالفيروس جراء اللقاح. وقال مراسل بي بي سي في ليبيريا مارك دويل إن العلماء يدركون جيدا مدى أهمية التعاون مع السكان المحليين إذا نجحت تجربة اللقاح. وتخضع ممرضات محليات لتدريب حول كيفية مراقبة المتطوعين خلال الأشهر التي تلي حقنهم. من جهة أخرى، يقول مراسلنا إنه بدأ هدم أجزاء من أكبر مركز في العالم لعلاج الإيبولا، والذي يقع على أطراف العاصمة الليبيرية مونروفيا. وتراجعت حالات الإصابة بإيبولا في ليبيريا بشكل مطرد خلال الأشهر الأخيرة، ولم يعلن سوى عن خمس حالات مؤكدة في أنحاء البلاد. وقالت منظمة الصحة العالمية إن الفيروس دخل مرحلة ثانية مع انتقال التركيز الآن للقضاء على الفيروس. ويبلغ معدل التعافي من الفيروس حاليا نحو 40 في المئة.