شبه عدد ممن أفزعتهم الجرائم المتتالية لداعش، ما يقوم به التنظيم الإرهابي، وآخره حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا، بما قامت به فرق متطرفة في التاريخ الإسلامي أبرزها فرق الخوارج والقرامطة والحشاشين. فبعد عدد من عمليات القتل المتمثلة في خطف صحفيين وعمال إغاثة وذبحهم بالسكين، وقتل الطيار الأردني حرقا بالنار وهو على قيد الحياة، شبهت شرائح واسعة في العالم الإسلامي جرائم التنظيم بما كانت تقوم به الفرق المتطرفة التي سبقتها، التي اتخذت من تحريفها لتفسير القرآن والسنة النبوية، منهاجا لتكفير المجتمعات وتبرير القتل. وذكر ناشطون إسلاميون بأن أول شرارة للتطرف اندلعت في عهد النبي محمد، واستمرت بعد عهد عثمان بن عفان وظهور الخوارج، مستشهدين بموقف شهير حصل في عهد النبي حين أتاه ذو الخويصرة، متهما إياه بعد تطبيق العدل، ما حمل نبي الإسلام من التحذير من تطرف قادم فيما بعد يتسلط على المسلمين ممن يعقبون ذو الخويصرة. وقال عدد من النشطاء والمهتمين بالشأن الإسلامي أن داعش تعتبر امتداد لفرق التطرف، مشبهينها بالخوارج التي تعد من أشد الفرق دفاعا عن مذهبها وتعصبا لآرائها، وكانوا يدعون بالبراءة والرفض للخليفة عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب. وكان منهج الخوارج، الثورة على خلفاء المسلمين وتكفيرهم، إضافة إلى تكفير غيرهم من المسلمين. أما الفرقة الثانية التي شبه بها تنظيم داعش فكانت فرقة القرامطة التي خرجت كذلك على المجتمع الإسلامي وعاثت في الأرض فسادا. وشبه معلقون ما تقوم به داعش من قتل ونهب وغزو بما كان القرامطة يفعلونه، حينما غزوا عدة مدن من بينها مكة المكرمة، التي غزوها في موسم الحج وقتلوا فيها زهاء 30 ألفا من أهل مكة ومن الحجاج وسبوا النساء والذراري، وخلعوا باب الكعبة وسرقوا الحجر الأسود. أما الفرقة الثالثة فهي الحشاشون التي كانت اعتمدت في استراتيجيتها على انتحاريين مهمتهم القيام بعمليات اغتيال للشخصيات التي تعارضهم، وإعلان الحرب على الدول الإسلامية القائمة. ومنذ مقتل الطيار الأردني انهالت في مواقع التواصل شتى الكتابات والفتاوى التي تكفر وتفسق أفعال داعش، وقال شيخ الأزهر أحمد الطيب إن مقاتلي التنظيم المتطرف يستحقون هذه العقوبة المنصوص عليها القرآن لأنهم يحاربون الله ورسوله محمد، في إشارة إلى حد الحرابة في الإسلام الذي يجيز قتل وصلب وتقطيع أيدي الذين يعيثون في الأرض فسادا.